هزائم أخري / بقلم : أسامة حداد

هكذا أقضم ظلي،
واتناثر في طرقات مدينتي الصدئة…
أنا الذي لم يجرب الخراب،
ولم يأبه بالتأملات الفارغة لفلاسفة ميتين…
ستمضي اضواء جمة
ومناطق حميمية
قبل التقاء البؤساء
وتمزق الثياب الجديدة
بفعل الرياح الناتئة…
إن شيئا غير متوقع الحدوث لن يحدث
فلم يطاردني الليل؟
لإن أساسات البيوت تغمرها الكوابيس،
أم أن أذني منصتة
لطرقعات تموت على جلود أصدقاء لا أعرفهم؟
ها هي القطارات التي عبرت… تعبر
والسيارات تخترق جثتي ثانية،
فهل تتذكرونني؟
ونحن نحتسي قهوتنا المرة،
ونلوك الكوابيس….
المومياوات تهرولن على الرصيف،
والكورنيش متحلزن حول نفسه،
ومعبأ في قراطيس…
قلت لكم:
إن فتي وحبيبته اختفيا
في ظروف غامضة
عندما التهم ثديها وتفتت فيها،
واسمحوا لي
أن أقصى ما حدث لعاشقين آخرين،
عندما ابتاعا بعض المثلجات من قواد…
آه إنني أخرج دائما عن النص….
تذكروا أن الرقابة تبدأ
من حيث تنتهي المضاجعة
لا من القبلة الاولى…
أعرف أن هذا الفعل سيأتي بآخرين،
وان ثمة كتابة سرية تنتقل
عبر تكور الأنثى وصرختها.
لا جديد إذن
غير هواء مترب يصفعني،
وشهوة تحرك أحزاني للأمام…
وها ترتجف الطلقة الأخيرة
_ الرصاصات قاسية _
والاطفال يلعبون بكرات دمي
فيما تنطلق المدافع
باتجاه محدد
نحو جثة تشبهني،
قبل اصطدامها بهدف خاطئ.
من ديوان شرور عادية

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!