أنا صخرة سيزيف ذاتها..
الصخرة التي كسرت
عظام اليقين..
وينام على كتفيها
طائر الشك البدائي
مثل هندي أحمر
أضناه الرقص والدوران
حول طوطم العشيرة..
أنا صخرة سيزيف
يحملني البهلول
الى قمة جبل النوم
ليسد فراغ الروح
ويرتاح على قصبة ظهره
أشتات الغرقى
وفي القمة تدحرجه
هوام مريعة
الى سفح الغيم الراعف بالرماد ..
يصحو البهلول
مكتظا بالكدمات الزرقاء
وآثار حروف مبهمة جدا
على لوحة صدره ..
أنا صخرة سيزيف
لم أتوقف أبدا
يحملني قطار مزدحم بالقتلى
الى عرصات المنفى
وفي المنحدر العدمي
أتدحرج مثل كرة ثلج
أنام على حافة نتوءاتي
مكتظا بأفاعي اللاجدوى..
أنا صخرة سيزيف
يمضغني بهلول
حاد الصمت
وفي المنحدر
أقطع رأسه المهوشة
يتدحرج نحو مساتير الهاوية..
تزرب من عينيه
طيور زرقاء
ويسيل ضباب صفيق من فمه
لم ير الآناسي مثله
من قبل ومن بعد ..
أنا صخرة سيزيف
يلعب بذيلي العميان
في مرتفعات الشك
ثم تسحبني
أرملة بخوط دموع
الى حجرتها المنسية