كل شيء علي حاله
أولكِ بحر وآخركِ غابة
وأنا مرغم علي حراثة جسدي من لهو الصحراء
كأن البحر في حقيبة يدي يتسلل علي الحدود
ويكبر في مخيمات محمومة بالعويل
هذه سيرتي
أقرأ ماء قصيدة جافة تتململ في كاحل وردة تلسعها فصول التثاؤب
وفي كل ليلة أمزق نصا لم تكتمل محنته بعد
هذه سيرتي
مولود علي إيواء قافلة خائبة من ممنوعات
أفرغت دخانا قديما في جلباب الرغبة
ونامت مطمئنة تجتاز عمودي الفقري
وهو يطوي تهدله كلوزتين أصابتهما العزلة
كلائذ فقير لا كُنية له ينتظر حكم الإعدام
وفي أصابع حبلي بالرماد ينتظر المعجزة
كم جميل أن تحترف كنس العتمة
والفضاء لا يتسع لفتاق في سرة غيمة
زلفت من رئة تتعمد بالغرق علي حدود الممنوعات
هذه سيرتي
ولد يتفتح في سُترة جندِي مجهول
يفاوض قشة تنجب في كل محطة إغواء بالموت
ويتعرى كشجرة أمام ولاة الأمر
ككحلة زبد مفاجئ تكحل ملاءات الصمت
يهرب كثعلب عجوز في حفرة ترتديه
بلا اتكاء علي شيء
هذه سيرتي
مشغول بصدفة أو هاجس
برجفة أو وصية أو نبوءة
أخيط من سعال الليل قصائد لبنية
وحائطا لحفاة في انتظار ضربة قاضية
هذا وجع خاص بالطبع لكنه يتأرجح
بين مؤيد ومعارض-
أشرح كل مساء لجارتي حجم الوحمة
أنها أسفل ضلعي الأيسر المكسور
ناصعة الحمرة ودائرية كرغيف خبز صابح
هذه العلامة الوحيدة في جثتي
بطاقة التعريف
التي تعرفني بها بنات أورشليم
وميدان العاصمة
وجبانة الجبل الشرقي في أخميم
هذه سيرتي
رجل مُسن
يخلع أحلامه المحتشمة بمقياس في القرية البعيدة
ممتن للأفيون الرخيص
ولأرداف السجائر المتبقية من خدمة الدولة
هذه سيرتي
تجاعيد علي جبين الرمل
وقافلة أسمنت في لسان لم يتفتح بعد
ولاشيء يمنعني من إتباع الموت
لا شيء،!!