آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
إلى محمد حاكم
1
في الليالي الظلماء
تُفتَقد الأنجمُ
في الليالي الحالكات
تُمسي كلُ الأحلامِ
رُفات
2
وكان أن اعتنقتَ التراب
أنتَ المجللُ بالسحاب
الحاضر في الغياب
ذهابُك إياب
وموطنُك السراب
يا رفيقَ الدربِ القصير
لماذا صيَرتَه قصيراً إلى هذا الحد؟
ولماذا كان المصيرُ أعمى
كالمصير؟
3
تستافَ هشاشةَ الحصى
ترتشفَ الندى
ومن بعيدٍ بعيد
يحمل صوتَك الصدى
يأتي متغنياً بأوان الوردِ قبلَ أوانهِ
يعبقُ بالنشيدِ
وبألوانهِ
بلزوجة الطين الذي
ما التاثت به أنامُلك
تلك التي ما شقَت يوماً بطنَ الأرض
بل أنبتت خبزها للجياع
من حقولِ الكلام والأغنيات
من مداعبةِ الأفكار الخطرة
وسط الجموع
وفي الأمسيات
من مغازلةِ البنات
من رقةِ الغواية
تبحر بقلوبهن الشابة
لشواطئ الثورة المسحورة
ولفتنةِ الصورة
4
كم كنتَ جميلاً يا جميلي
حين اعتليتَ الأعناق
تُرعِد بهتافك الآفاق
موزِعاً على الرفاق
أنصبتَهم كفايتَهم
من أرغفةِ الحرية
كم كنتَ جميلاً
حين أخفتَني
أنا العاجز عن تصديق
أن الوجود يمكنه احتمال
كل ذاك الجمال
فلماذا بقيتَ سادراً في جمالِك
وهزأتَ بهواجسِ الروحِ العجوز؟
لماذا كنتَ فتياً إلى هذا الحد؟
لماذا صدقتَ أكاذيبَ المد؟
5
قال تروتسكي لجيفارا
ستُكملَ مسيرة الثورة الدائمة من بعدي
ليذبحونا معاً
تباعاَ
سيهشمون نظاراتي التي قرأتْ الكتبَ وكتبتها
ويصادرون يديك اللتين حملتا الكلاشينكوف
سيقبروننا في قبورٍ سرية
تائهةٍ في صحراوات الإنكار والتشفي
سيرقصون على دميتين تشبهان جسدينا
رقصة آكلي لحوم البشر
لكنهم لن يجرأوا أبداً أبداً
على الشربِ من دمنا
عروقهم صدئة
يفتتَها دفقُ سائل الحياةِ الأحمر
سيعيشون ويعيشون
ثم يموتون
وسنموتُ ونموتُ
ونبقى
6
هو تروتسكي الحالمُ الذبيح
عليٌ والمسيح
يُراهن على وجود يؤسسه العقل
ويعقد صفقتَه مع مفيستوفوليس
فماذا لو أن الوجودَ موجود
كيفما اتفق؟
لعلكَ هُناك تعرف
ما لا أعرف
ولعلي سألحقُ بكَ عما قريب
لأعرف
أو لعلِي لن أعرف
ولعلَ كل ما سنعرفُ
أن ليس ثمة ما يُعرف
7
مليارات خمسٌ أخرى
من السنين
ستكونَ كافيةً تماماً
لتمدَ الشمسُ ظلَها البارد
كالحنين
فوق الكوكبِ الأزرق
العَنين
وسنكونُ نحنُ يا جميلي
قد عبرنا
منذ زمنٍ يستعصى على الإحصاءِ
ذلك الفراغَ الوسيع المُوصِل
إلى الفراغ
حيثُ لن يبقى
إلا الفراغ
حيثُ لم يكن
إلا الفراغ
