النيلُ..
يعبرُ غابةً من كتلٍ خرسانية
كتلٌ خرسانيةٌ هائلةٌ؛
تشقُّ الضَّبابَ الكثيف
العابرون
رجلٌ يمارس رياضةَ الصباح
امرأة تحمل فوق رأسها خبزًا
رجل النظافةِ يكنس قمامة وأحلامًا خلّفها المساء
سياراتٌ مسرعة بلا تعب
عصافيرُ ملونةٌ بلا خطايا
أعمدةُ كهرباءٍ بلا رفيق
أشجارٌ بلا ثمر
أصابعي.. بلا وجهة أو حرارة
الصباح.. لا ينتظر أحدًا
الصباح يعبر بانتظام وجدّيَّةٍ
يسيرُ مسرعًا باتجاهٍ وحيدٍ
وأنا
كحاملةِ الخبز.. قد يأكل الطير منه
كعصفور لا أحد يدرك خطاياه
ككتلةٍ خرسانيةٍ يُحاصرها الضباب
كرجل النظافة أكنس أفكارًا تشوّه رأسي
كعمود إضاءة بلا رفيق
لكن أنّى لي أن أكون كالصباح؛
وحيدَ الاتجاه دائمًا؟!