حواريّةُ البحر / شعر الشاعر الأردني علي الفاعوري

 

لا شيءَ كالحبِّ
قالَ البحرُ وابْتعَدا ..
مُستسلِماً لصهيل الموجِ
مُرتَعِدا
لم ينْتظِرْ مركبي المكسور
خاطِرَهُ ..
شوقاً لعينينِ
من لونيْهِما
وُلِدا ..
عينانِ منْ زُرْقَةِ الأحلامِ
صوتُهُما
نامَتْ على لحْنِهِ العُشّاقُ
ذاتَ صدى ..
طافَتْ عُيونيَ هذا الليلَ
باحِثةً
عَنّي هناك ..
ولكنْ لا أرى أحَدا
ناديتُ : يا بحرُ
إنّي جئتُ مُبتَرِداً
فلا تدعني بهذا الشّوقِ
مُتّقِدا
فَمَنْ يُعيدُ لي الدنيا
إذا ذبُلتْ
ويُرجِعُ القلبَ
في دربِ الهوى وَلَدا ؟
يا بحرُ .. يا بحرُ
هَبْ لي مِنْ لدُنكَ يداً
أهْوي بها
فوقَ رحمِ الشّمسِ
كيْ تَلِدا ..
يا بحرُ
يا أوَّلَ الدنيا
وآخرَها
هلْ يَصْدُقُ الماءُ يوماً
بالّذي وَعَدا ؟
الهاربونَ هُنا
جاءوا ليغْتَسِلوا
بماءِ وجهِكَ
حيثُ القلبُ قدْ فَسَدا ..
جاءوكَ جَوْعى لبعضِ العشقِ
ما عَرَفوا
أنّ الجياعَ هُنا
لم يأكُلوا الزَّبَدا
أسْتحلِفُ الشِّعرَ
أنْ يرتدَّ عن شفتي
حتّى أعودَ
بريئاً .. طازجاً
صَمَدا ..
إنْ بَدّلتْ قصصُ التّاريخ
مَنْطِقنا ..
يا بحر هيّئْ لنا
مِنْ أمْرِنا
رَشَدا ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!