.
يتماهى الأديب مكي الغانم في ومضته الحُبية البارقة الشجاعة مع الأديب العالمي الكبير شكسبيربقوله : ” لا يتأهوه الشاعر مجانا ” فلا غرابة في كل هذا الجمال والتوهج العشقي واندفاقه دونما تحذر وترتيش او تلجيم وماشابه مما يشوه الصدق بالعقلنة والطبيعية بالتقنين, فامتلاء الأديب مكي بالصدق والنضج يقربه الى الطبيعية ويضعه في الحقيقي الذي يقوده بحتمية خفية التحكم في لاوعيه ووعيه وانسغة تعابيره حتى يجعله في الذروات من الصدق والنضج متألقا دوما في الابداع .. إن دنيا الحب عنده دنيا يتسامى بها حد التجلي والتوحد الذي يحقق الانسجام الحي بين الجسد والصبوة بين الروح وآفاقها في العشقي والغرام .. وهي الحسناء نيرفانا الحب والشهوةالمتأججة بالشوق الذي يتدفق عبر كلماته كالضرورة التي لاتعرف الاذعان في مسارها صوب حتميتها الابداعية ـ ( يظل القلب يذكركم ويبقى القلب يشتاق , فوا عجبا لرفقتكم لها في القلب آفاق ).
ويـظل الأديـب ” مـكـي الـغـانـم ” مـشـدوداً لـعـالـم الـحـبـيـب ، مـشـدوهـاً بـه ، سـواء أكـان دخـلـه أو كـان داخِلـِهِ . فـالـحـب والـغـرام عـالـمـه الـسـحـري الأزلـي الـذي دخـلـه دونـمـا يـعـرف لـه بـدايـة واسـتـسـلـم لـه دون أن يـخـطـر عـلـى بـالـه نـهـايـة .. إنـه مـأخـوذ بـحـضـوره فـي فـلـكـه ، هـائـم بـتـفـاصـيـلـه وتـنـوعـاتـه .. وعـلـى امـتـداد ومـضـاتـه الـبـارقـة وقـصـائـده الـعُـشقــيـه الـدالـة الـمـذهـلـه الـرمـزيـة الـبـاهـرة تـنـتـشـر كالـشـرارات شـذرات مـن وجـهـات الـنـظـر الـدقـيـقـة الـعـمـيـقـة حـول اعـمـال أدبـيـة وفـكـريـة مـشـرقـة بـالـبـهـاء والـنـور ، وهـده الـنـظـرات ذات رؤىً تـتـسـم بـالـعـذوبـة والـعـمـق والـتـفـرد الـذوقـي والـثـقـافـي وخـصـوصـيـة الـكـشـف الـغـنـي الـمـطـل مـن بـيـن سـطـوره حـيـث تـقـف شـخـصـيـتـه الـواسـعـة الـتـنـور الـمـدعـومـة فـي الـمـعـرفـة والـثـقـافـة الـوطـنـيـة الـعـراقـيـة ــ الـعـربـيـة الـمـتـوقـدة الـنـبـاهـة والـجـسـارة . الـشـخـصـيـة الـتـي تـزخـر بـالـقـدرات والـفـرادة والـتـفـوق وانـدفـاعـة الـمـواجـهـة والـتـجـدد دومـاً فـي الابـداع . ولا نـنـسـى اسـشـراقـات الأديـب الـمُـبـهـر ” مـكـي الـغـانـمـ ” الـذي يـحـتـفـي بـالـمـلاحـم الانـتـصـاريـة وبـروح الـمـقـاومـة الـشـريـفـة الـتـي تـرفـض الـفـسـاد الاخـلاقـي والـمـالـي ، وتـنـدد بـالأرهـاب الـديـنـي مـمـثـلاً بـداعـش واخـواتـهـا وصـنـاعـهـا وحـاضـنـتـهـا الـمـتـخـلـفـة وهـذا الارهـاب الـمـخـرب الـشـعـوب والأوطـان ــ ، وتـوصـلات الـكـاتـب الـبـهـيّ ” مـكـي ” لـم يـتـخـذ بـهـا صـيـغ الـوصـايـا كـمـا ألـفـنـاهـا فـي كـتـب الـتـاريـخ والـتـربـيـة والـلاهـوت والـحـكـمـة . عـلـى رغـم عـلـى أنـهـا رفـضـت أن تـنـزل بـزي الـنـواهـي والأوامـر . لأنـهـا قـيـلـت للـذات الانـسـانـيـة لـتـبـنـيـنـهـا مـن الـداخـل لا لـقـولـبـتـهـا فـي أطـرٍ سـلـوكـيـة وأعـرافـيـة مـعـدودة سـلـفـاً بـالـمـقـاس الـسـلـفـي الـمـذهـبـي ، بـل ولـربـمـا بـمـسـاطـر الـسـيـاط . إنّ سـدادهـا وصـلاحـهـا للـنـفـس الانـسـانـيـة الـسـامـيـة ومـا تـحـمـلـه مـن حـقـيـقـة ومـوضـوعـيـة ومـحـبـة لأجـمـل مـا فـي الـنـاس . حـتـى تـجـعـلـه مـعـيـاراً روحـيـاً وتـوجـيـهـا سـلـسـاً وتـحـفـيـزاً مـغـريـاً عـلـى اجـتـراح الأفـضـل والـتـمـركـز فـي الأصـيـل والـسـمـو بـالـجـمـيـل .. فـهـذه وصـايـا ” مـكـي الـغـانـمـ ” عـصـارة تـجـربـة وآفـاق روح سـامـيـة وثـمـرة بـطـولـة وسـطـوع خـيـال يـزخـر بـالـحـقـيـقـي والـحـلـم دومـاً فـي الابـداع . تـحـيـة لـه ونـحـن هـنـا فـي الـقـيـود خـارج الـزمـان والـمـكـان وبـاقـات ورد ومـودة وتـقـديـر .