على مدار رحلتي بين اللغة والعراء ؛ لامست التبين في المعنى حين يعتم النظر في
الكلمات والأشياء ؛ إذ يعتمل البحث على مقايضة السر بالبرهان ؛وفتح الميزان
على الحس ورؤية العين ؛واقتحام الأذن للغواية في متاهة لا تعرف للخطوط نهاية .
ففي اللغة كنيت عن المعنى بعينيك ؛ ورسمته لعبة تسمي الأشياء بقين الطفل
الصغير ؛ ووجدت المشاهدة أنبل طريق لأقول اللغة في سلالات الماء ؛ كأني
عرفت الخطيئة من تفاحة تئن من حمل الحق دون الواجب .
وفي اللغة أيضا ؛ استعصى علي اللعب بين الأمس وخفة الغد ؛ ورأيت في خطوك
تعاقب الليل والنهار ؛ حتى دونت سيرة وقتي من درس المشي على معنى لا ينهار .
وتمسكت ؛ في بحثي عن الانتقال إليك ؛ من حالي الواقف على عجف الوقت إلى
خيال لا يتبدد في ظلمة أو تحت سقف التسميات ؛ فلمحت طريقا طينه عطرك في
فجاج الليل .
وفي العراء ؛ أحسست أن المشي بروية يشفي غليل النظر ؛ ويتخطفني من هاوية
المعنى بين رسمك وما تولد عن قريحتي ؛ إذ صنعتك على عيني ؛ ولازمت
مشيئتي لأخلعك من يباسة الزمن إلى يناعة العنفوان .
هذا العراء ؛ معناي ؛ الذي به أحببتك فراشة تأتي من الغيب ؛ وترسو على روحي
ليفيض من الطبيعة توازن لا يرتبك أمام كل قيد . فأوسعت لك كل ضيق ؛ وعمدت
قلبي ؛ عند القيام ؛ بأنفاسك الحرى حين أزهر في كلامي المدام .
على امتداد النداء ؛ تحرك زادي من الإشارات ؛ وأطلقت للبصر أن يراك في
الطريق آيته الكبرى ؛ فتنور المعنى من ألطاف سكونك على قدر الصمت ؛ فبهت
الذي نشر المعنى من غير طاغية أو أمر . فانسد علينا باب العبارة ؛ وما استوفى
النظر .
يا هذا ؛لا تكن ذائبا في معنى لا تراه يصول في قلب امرأة ؛ وتمالك فيضك من
غيض السر حتى لا تشل يمنيك لأنك ركزت إسمك في لوحك ؛ ونهرت نفسك
عن التودد لكنه خفي في صواب مشيك .
لن أمشي إلا على مراتب رأيتها تزج بتفاح على صدرك ؛ وترقب اللامعنى في
عبث يرصف الجسد في قيد طاغ على أطرافك .
فالنعيم أن أستفيق ؛ من غفوة خفيفة ؛ وأراك ضوء عمري ؛ يقود مرآتي لأراك …