حين رأيتُني أغدِق الورد على أحبائي هنا في التعليقات … تيقّنْتُ بأن عُقدة الورد مازالتْ تلاحقني كلعنة فراعنة ، … مما لاشكّ فيه أن أيامي التَقتْ بالعديد من المحبين ، لكني أذكر ملياً بأن يَداي لم تتحدث مع الشذى إلا لبُرهاتْ .
أول جورية أمَرَت وجنتيّ باستعارة لونها كانت من ابن الجيران ، رماها على باب بيتي في وقت تفتّح العين الثانية لشمس الصباح تماماً ( ٧ و ١٠ د ) حملتها بيدي سريعاً و تابعتُ سيري للمدرسة الثانوية ، حمدتُ الله أن جارتنا العجوز أم سليم الطيبة ( ذات الوجه الذي يفتح الرزق ) كما كان يقول أبي له الرحمة ، هي الوحيدة التي رأتني و لربما لم تشاهدني و أنا أتلقف وردةً نبتت في وسط الشارع حين حُب ، إلا أني شعرتُ في وقتها بأن كلّ أهل البلدة قد رأوني و غزلوا ما شائتْ ألسنتهم الطويلة من الحكايا ….. لا يهمني كالعادة القيلُ و القال بل و ربي أفرح لانشغال تفكيرهم بي بالإضافة لخيرتها في الآخرة لي .
أما الثانية فهي عبارة عن باقة زهور تضجّ بصوت كل ألوان الطبيعة … رميتها مباشرة في الحاوية فلقد وصلتْ متأخرة عن الموعد اللازم .
بدأتُ أستولي على أيّ وردة تمرّ على غفلة في يَدِ بطلة الرواية أو القصة … أيبّسها بين الصفحات و كلما طالبتني بها صاحبتها … أغمغم و أنقلها لرواية أخرى ثم أضع بدلاً عنها ورقة شجر خريفيّة باللون الخمريّ حصراً …… هكذا حتى أتاني الخاطِبُ التاسع و العشرين و العدد صحيح ( اسألوا الجيران هههه ) .. كان كويتياً رآني في صدفة جميلة أثناء زيارته لسورية و جائني بباقة أجمل حين طلبه … في الحقيقة لم تكن الباقة من لفتت انتباهي بل صاحبها الذي تتطابق صفاته مع ما كان قد رُسم مسبقاً في قلبي لفارس أحلامي كأي فتاة ، إلا أن حنانَ والدي أصرّ على رفض الغربة التي تفرض نفسها و قال ( إن وجعك رأسك في الكويت .. لمن ستشكين حينها ؟! ) رأسي يؤلمني الآن يا أبي و أنا أبعدُ عن قبرك مسافة بُعد الكويت عنه بمرحلتين ، إلا أنّ الأيام علمتْ قلبي بأن يشكي لروحي .. و روحي لقلبي ، ثم تشكيهما دمعتي العنيدة لربي بعد أن تضيق ذرعاً بهما .
زوجي الكريم كتب اسمي على وجه عقارين بدل الوردة ( أريد وردة ) .
لم يفهمني أحد لحد الآن لا أريدُ جوريةً حمراء فلم يكن هدفي الحب كالأخريات بالرغم من أنه علمياً من ضروريات البقاء .
ما زلت للآن أبحثُ عن تجليات الصفاء في روح وردة بيضاء ( أريدُ الأبيضَ في وردة )