خارج السرب
أُجرجر جناحاي
لصيقا بالدرب
رغم بعض رياح جانبيه
و رِيَشٌ تأكل بعناد عبثي من رأسي؛
مثل طرسوح
يتلعثم في قماطه
عين على الشمس ، عين على الماء
أمشي…
فينكفئ
البحر خلف أجراف القرصان الليلكيه
وتغادر
الحوريات إلى عتمتها البيضاء
تغزل الموج بأنامل فلينيَّه
وحدي في الجزيرة
يا سيليا
محفوفا بقناديل البحر تحفر بالكاد ثقوبا في التيار
أرابط قرب الليل أربي وعد الياسمين
وأتلفع بترددات القمر الساطع في الأقبية
القمر الذي بعثر مداره
القمر الذي أهَلَّ ينثر ناره
القمر الذي نفض العباره
على قيثارتك أبحر
و أصيخ القلب لسوناتات النشيج المضرّجة بهارمونيا القيامة الماهلريه
عذرا سيليا!
أعرف أن الشعر جبن
والشعراء أعظم الجبناء
أتجدين لما يقولون وقعا بما تجدين ؟
و قد عرجت أوتارك تطرب الخطى
على جسور جوية
بين تدغين و سيروا والعياشي وتوبقال
في أهزوجة تتكورل فيها أصوات الأيائل المبحوحة والماعز البري المنتوش والمكاك العظيم
بإيقاع أنفاس الشيح والخروب و الأرز النديه
وقد أشرعت ضفافك للممحونين
في القحل المسيّج بالثلوج المتفحمة
في الكهوف المفتوحة على جغرافية الرغيف العرقان
في صحارى الدم اليتيم
وشمرت عن أناملها،
ذات قمر غائب،
معتمرة خوذة من قش ورديه
وسط الدود النغل بمرتشيكا
لتلقّن الدب وساحراته القادمين مدججين بحصار و بندقية
تستدرجهم رائحة اللحم المطحون المشتعل في المستنقع المديد
لتلقنهم أغنية الوشق النبيذي التي تُرتّلها منذ ألف عام
أن لا حصار للأوتار ولا قدرة لبندقية على إلغاء النهار
بيني وبينك مسافات مخاتلة وقفار من أروقة فارغة
لا تصدقي مجازا بعد اليوم
فهو مجرد توريه
والقصيدة وإن عصماء
محض تسليه
آه يا لوركا سيف الكلمة المسلول!
هل غادر الشعراء بعد توهم
هل غادروا فقراء الساحات
آه يا الوناس معتوب!
أأسررت للرّنة بسحر أدغال الأبديه؟
أعدل عن السؤال وأردف الممكن بالمحال
و أرادف الأضداد وألعن الأصفاد والأوتاد
وأُنكح التاريخ بخاتم العدم
فالإشكالية معضلة وجوديه
فقط لي أمنية، يا سيليا، أخيره
أن تغني
تعالَي فوق صومعة “كورو”
وترنمي ليينع الفم دملجا
تتبلور الكلمات طوقا عقيقيا في جيد السحاب
يرقص الجسر و الصنوبر والقمر
في حضرة الصمت المنسدل
غني يا سيدة الشدو والشجن
غني ليجري النهر ما بين الصدر والصدر
غني لينطق الصخر
لتتلفع الشمس بعيون الصبية الشاخصة من شرفات الامتداد
غني يا عازفة البيد والمحن
يا جبال أَوّبي معها والطير
آه لو نطقت الجبال بما حملت
اسألوا الأبراج السوداء كيف فُضِّضَت
اسألوا حنظلة الشاهد على الحديقة يتأبط حزماته الماردة أعراشها في المسارب المجاوره
حاصري النار بالماء
والأضاليل المسكوكة بانشطار الغناء
واضربي الطبلات بأهازيجك البرتقالية
يتصدع الهباء
وتعشق السماء
سأوشحك بالحمالة الكبرى من درجة اليمامة الزرقاء
أتوج رأسك بإكليل الجبل، شاره
أُعليك صرح المجدلية و البشاره
وأمشي مع الأشجار في مسيرتها نحو قلاع الحمام الزاجل المعلقة / يَتنقَّش سولفيجك على جلد الأباطيل / يتفصد اللحن من جبين النجوم / يسقط ڤاغنر من على صهوة الڤالكري الشيطانية /أصلي للزنبق الوليد في مهد السرطان، المعمد بزيت الكيف الشريف
و أنحني لك
لسلطان في العيون الأنوالية
وأُذرّي الفيروز تحت ساق المناره