في بئر سحيقة
أعرج إلى إخوة يوسف
أدفع عنهم أثمان باهضة لديون مستحقة
أنظّف أواني ذاكرتي من متاريس القبيلة
أمسح الغبار عن وجه أمّي الممدّد على الجدار
وأعيد شتلة الريحان
إلى جيب أبي الواقف على عتبة باب الدار
أوزّع أحضان الحلوى على أطفال الأرياف
المنسيّة خلف حقول الصبّار
أنقّي ثآليل الخرافات الشائعة من حكايا جدّتي
وبالممحاة أرسم على وجه الغول مزهرية
وأقف في مفترق حشود الرّأس أتعقّب دهشة نزقة،
أبحث لها عن ممرّات آمنة خارج سنن الإشتعال
في بقايا النّفط المغمّس بالخطيئة،
ألوذ بعبّارة نهر صغير
كان يتسلّل ليلا بين حارات قرية ضائعة في العشب
أعيد التفكير في حرب العصابات والثورات العمّالية
ودور البورجوازية الصغيرة في قيادة الحلم
أعدّ ديون العالم الثالث وأنا أتعثّر بعلب النوتيلا
وأقراص الهم برغر وقناني المشروبات الغازية الفارغة
المنتشرة على منصّات رجال السياسة
أتعثّر بالخطب، بالمسيرات بالشعارات وبالنضالات الرخيصة
بالرفاق الحمر، الزرق، الخضر و بالملاحم الكرتونية المعلّبة:
صنع في الصين، صنع في موسكو، صنع في فيتنام، صنع في جنوب إفريقيا، صنع في إيران
ثم تأتي نشرة الأخبار المسائية تفتح الجولة بعرض عسكري لرواد فضاء الأقمار الصناعية
صنع في الصين، صنع في موسكو، صنع في الولايات الإسرائيلية