كلما أشتد المطر
تذكرتها
تلك المرأة كشجرة عجوز تجلس في زاوية المقهى
حيث العصافير تتجمع حولها كأوراق الخريف تقتات من مفاصلها
كنت أهرب بدموعي إليها أدفن رأسي في ظلها
هي غيمتي التي تحرسني كملاك
صوتها الممتلئ بالله كحبات المطر
يردني الى ضفيرتي الى صورتي القديمة في المرآة
أمد يدي عبر النافذة
لعلي ألامس طيفها
يعبث بكرات الشمس
و لتبقى حلاوة معطفها السكري
بين أصابعي
لا أحد
و لا رائحة عطرها المجروح
أغمض عيني
لم يعد ثمة وقت لكل هذا الشق الطويل
البرد ذكراها
كمقبرة مهجورة
يتلاشى ظلها
كلما تلاشى صوت المطر
أعود للنوم
أغرق و أنجو في الفراغ الأزرق
و أبتسم