أصابعي قبلئذ تحسن فنّ التدليل ولا المُـداعبهْ ،، ولم أكن بالشخص الذي
يتنازل عن لحظة واحدة للتّفكير في احمرار وَجْـنَتَيْكِ ،أو بياضهما !!
، لـكنّي بِـتّ مـؤمنا بما اسـتـدرجني الخـلاّن إليه ، من كونك ـــ يا
نزيلة العقل ـــ آنئذ ، جديرةً كما زعـموا ، بتقديم شتّى أصناف الراحة
لضميري ،، من كونك تُجيدين عمل الوصيفاتِ في إطار مملكة عقلي و حِسِّي
!!
***
صدّقتُ فيهم كلامهم المُـلغّم ،، آمنتُ دون عِلم منّي من أنهم ما
استباحوا ذلك قُـبالتي ، إلاّ لكونهم سِـيقوا زُمَـراً كأسرى حربٍ صوب
شقيقاتِـك، ذواتِ الفتنهْ ، المتخصصاتِ في زرع العقول ،، شقيـــقاتِـك
اللائي يَصْرَعْنَ ذا اللُّبِّ حتّى بما يأتينه من مُزركش الثياب
وثميـنها ،، بما يتطيّبْن به من آخر صيحات العطور الباريسيهْ ، عطور
كنتُ أخالها مِسْكاً باعثا على النّـــشْـوهْ !!
**
رَمَـقْـتُكِ بأمّ عينٍ لي متفحصاً لَحْظَك ،، اهتز لمُحيّاك كياني
تردّدت كثيرا ، وأنا أهمّ بالدنوّ منك ،، والبَوْحِ إليك بما يعتريني
،، كِدتّ أشكّ في نفسي لماّ وجدتُّني أسير هواك !!
***
لاَمَنِي ذوو التجارب في عالمك الرّحب ، فلم أحفل بالذي قالوا ، لأنني
أحببتك ،، داستني الأقدام ، وأنا في زحمة أسواق المدينة ألهث ،، ألهثُ
وراءكِ لأحظى بلـفـتـــةٍ منكِ دافئهْ ، أو ابتسامة حانيهْ، فَلَوْ
كان كَلَفِي بك هُياما بجهابذة الفِـكر، لكنتُ فَرْقَدا ،، بل شمساً
يُـــتَطَـلّعُ إليها ،، غازلتُ طيفكِ إلى أن غَدَوْتُ شاعــــرًا خلت
قصائدُه إلاّ من اسمك ،، و مازلتُ في إِثرِك إلى أن رقّت نفسك لي ،،
لكن عن خِداع !!
***
عبثا حـاولـتُ إقـلاع قاطرتي من محطّتك ،، عيون العتاب أضحت تُطاردني
أنّى حَلَلْت ،، قاطعتك ، هل تذكرين ؟؟ ،، لكن كنتِ ساعتها واثقةً ذاتَ
إدراكٍ يقينيٍّ ، من أن فتاكِ سوف يأتيك بباقة وردٍ يستهديكِ بها ـــ
رغم الذي جرى ـــ وأنتِ في حُضن الأخريات من شقيقاتِك ، فها هو ذا
المُقام يستقرّ بِزَبُونِك في حنايا قلبــي !!
***
عُدتّ لأتبصر الإرشادات الفِضّيهْ والنصائح الذهبيهْ ، التي كنت
ألـقاها بالإعـراض ممّن كادوا يـقـــعون أسرى في شِباكك ، حلّلْتُها بكل
رَوِيّهْ ، وأنا أطوف في أزقة ماضيَ المقبور !!
***
عاد بي الحنين إلى هُنَيْهـاتِ ما قبل تسجيل تواجُدك الرّسمي في
رِئـتَـيَّ السّـقـيمتيْن لحظـتئذ ،، جعلتُ أوقفُ شريط ذاكرتي ،
وَأدَعُهُ يُعيد لي ما انصرم ، وفي الحين ذاتِـه ، عينايَ لا تغفلان
عن النظر إليكِ ،، لا تغفلان حتّى عن مسامّ بِشْرتِك !!
***
بعد مُطالعة يسيرةٍ لمُؤَلَّـفِ ذاكِرتي ، لَقَيْـتُني عاضّا
بالبَـنَانِ نَـدَماً ،، لقد فعلها ،، لقد صاح الضميرُ في خَـلَدي
مُؤْذِناً عن فراقٍ غيرِ وَامِـقٍ بيني ، وبين مُعذّبـتي وآسرة عقلي
،، لقد قالت محكمة الطبّ الـوقائـي كلمتها ،، قـالت بالـطلاق ،، وكـانت
الاسـتراحهْ ،، استراحة العقل ، والرّوح ،، والبدن !!