في البدء
كانت اللوحة
فمن أين جاءت فكرة الإطار؟
كان المدى
فمن أوحى للطريق بفكرة
البوصلة؟
كان الماء
فمن حول الرمل الى مرآة؟
يالمدينة من مآذن وضوء
المآذن مفتاح
الضوء وصل
ومرات
ثريد للحشرات
ياالمدينة من ماء و وعشب
فماذا يريد هذا الحجر الواقف
في حنجرة النسيان؟
النسيان ساقية تنتحب في الذاكرة
فلم يلوح العطش على الأبواب؟
العطش طعنات في الظهر
يقولون:
“الطعنة التي لا تقتل تقوي…”
جسدي لوح
والثقوب سهام
لذا كلما خبأتك في عيني
طعنتني يدي
فمن جاء بهذا الطوفان
والحطابون خارج النص
يمشطون شعر الحبكة
في ” رأس الماء”؟
لاحي هنا الا الموت
الموت شجرة نسيت اسمها
فأنكرتها الغابة
لكن من ينصب الفزاعات
للعصافير في الحقول
يا ماو
تحول إلى دودة أرض
ياالمدينة من تين وزيتون
من بخور وتعاويذ
من مواويل ونبيذ…
العجلة توقفت عن الدوران
والهواء يتنمل على النوافذ
مثل راية بيضاء على رأس” تغات”
وهذا العبور لا أول له ولا آخر…
غريبة وسط هياكل حديثة
مثل مسلة حمورابي
بينما اللوفر يتباهى بدمي
انا لا أبحث عن عشبة الخلود
ولست صاحبة حانة
أيتها الالهة
فلم تهربين سلال العنب من بيت
المؤلف؟
لست الا فكرة
تخبئ صغارها تحت السرير
خوفا من الكوابيس
ولا وحوش في غرفتي
ياانكيدو
كي تهدم أسوار أحلامي
أنا التي كلما فتحت قلبي
فتح جرح فمه
وامتلأت يدي بالجثت
لكني سليلة الموريسكيين
لا زلت احتفظ بابتسامة فرناندو
في كوابيسي
ولازالت رائحة السفن
على جسدي…
أقول فاس
وأقصد الأندلس
أقول الأندلس
وأقصد ك أنت…