البارحة قضّيتُ ليلة موحشة
زارتني خلالها كائنات غريبة
حدثتني بلغة لا أعرفها
ولكنها ذكّرتني بأجدادي القدامى
فتحتْ أمامي ولأوّل مرة
خرائط غريبة
للكهوف والمغارات
التي في السماء
انشقت البحار وفاضت
على ورق الخارطة
استعنت بزورق ورقي
نقلني إلى ضفة أخرى
قفزت من خلاله على أقرب شجرة
كانت توشك أن يأخذها السيل
موسكو التي عذّبني بردها القاسي
رأيتها تحت الماء بأنهارها وجسورها
رأيت جيوشا آدمية على هيئة أشلاء
تتطاير لتلتقطها نوارس خرافية الشكل
بصوت مبحوح أومأت إلى تلك الكائنات
أن تطوي خارطة زمنها وترحل
بِرّا بالبشرية
فرفضت وأبت إلا أن تكمل مهمتها
لاستعراض مشهد يوم القيامة