وحدها الكلمات تفهمني(٢) / بقلم : وليد الأسطل


في لَيْلَةٍ مُقمِرَةٍ
**************
في لَيْلَةٍ مُقمِرَةٍ
قال اللَّيلُ لِي: اِقرَأ لِي حَظٍّي,
يالَيْلُ أنتَ فِنجانُ قَهوَتِك
سَوادٌ مِن كُلِّ الجِهات,
و لكن لا تَخشَ شيئاً
قاعُ فِنجانِكَ أَبيَض.
١
ليس كأوراقِ الخريف
رَغمَ شُحُوبِهَا لَم تَسقُط
السُّتراتُ الصَّفراء!!
٢
أَلِقتِرَابِهِ مِن خَطِّ النّهايَة
تَسبِقُ رَأسُ الطَّاعِنِ فِي السِّنِّ
قَدَمَيْه؟!
٣
يَومٌ غائِم
مُشمِسَةٌ شَجَرَةُ
البُرتُقَال!!
٤
سِينِمَا صامِتَة
دَورِي يُؤَدِّيهِ
ظِلِّي!
٥
بَلَغَتْهُ أَمْ لَمْ تَبْلُغْه
تَعيشُ مِن أجلِ هَدَفِهَا
الرَّصَاصَة
٦
خَرِيف
شَجَرَةٌ مُورِقَة
الحَسناءُ العارِيَة
٧
تُنزَعُ في حَضرَتِهِ
القُبَّعَات
فَصلُ الخريف!!
٨
أعمى و يَدُهُ و عَصَاه
ثلاثَةُ عُميانٍ
في الإتِّحادِ بَصَر!!
٩
تَشرَحُهُ و ليسَ يَشرَحُهَا
تَمتَلِكُ صاحِبَهَا
المَوهِبَة!!
١٠
الشِّعر
قصيدة إثر قصيدة
أَتقَنتُ فَنَّ التعَرِّي!!

١١
وداع
دائمةُ التَّلويحِ للوقت
عقارِبُ السّاعة!!

١٢
حُبٌّ مِن طَرَفٍ واحِد
لا تَكُفُّ عَن مطارَدَةِ الوقت
عَقارِبُ السّاعَة!!
١٣
نَبشُ قَبرٍ
لِأَكلِ جُثَّة!!
عُلبَةُ سَردِين
١٤
تَساقُطُ أسنانِ الحَلِيب
خَرِيفٌ في فَصلِ
الرَّبِيع!!
١٥
ظِلُّ المَبنَى الطَّوِيل
في جَسَدِ النُّورِ
جُرحٌ عَمِيق!!
١٦
قيْظ
على زَورَقِ الصَّيْد
سَمَكَةٌ تَرتَجِف!!
١٧
فَصلُ الخَرِيف
بِعُريِها تَستُرُ مَفَاتِنَها
الشَّجَرَة!
١٨
الوَطَنِيَّة
بِساقٍ واحِدَةٍ وَ تقِفُ رافِعَةً العَلَمَ
السّارِيَة!
١٩
كُلُّ الأشجارِ عَرَّاها الخريف
وحدها الأشجار المرسومة خَرَقَت قَانونَ الطَّبِيعَة!
أَصغَرُ مُعجِزاتِ الفَنّ
٢٠
يُسبِغُ عَلَيهِ حَيَاةً
هل العُصفُورُ
رُوحُ القَفَص؟
٢١
مهاجِرُونَ غيرُ مُندَمِجِين
إلى أقاصِي فَرَنسا
تَمتَدُّ حُدُودُ الجزائر!!
٢٢
مُسرِعَةٌ
تُدرِكُهَا خُطىً بَطِيئَة!
الحَقِيقَة
٢٣
موسِمُ الإصطياف
الشاطئُ
حَبلُ غسيل!
٢٤
سَحَابَةُ صَيْف
ليس أوّل أبريل فقط
كذَلِكَ تَمُّوزُ يَكذِب!
٢٥
رُفُوفُ مَكتَبَتِي
تَتَضَارَبُ الرِّوايات
الشّهادَةُ لِصالِحِي!
٢٦
كُرسِيُّ الحديقةِ
الّذي جَلَسنا عليه
تَجلِسُ عليه الذّكرى!
٢٧
أَزهارُ أَرضِ المَعرَكَة،
تَسحَقُ أحذِيَةُ الجُنُودِ
بَسَماتٍ!
٢٨
تُنحِلُنِي دَوماً أَشعارَكَ!
ما أَزهَدَكَ في الشُّهرَةِ
أَيُّهَا الحُزن!
٢٩
أَسَواعِد ذاتُ شُعَيْراتٍ شَقراء
أَم آذانٌ ذاتُ أَقرَاط؟
أشجارُ البُرتُقال
٣٠
أُبصِرُ
ذِكرَى بَعِيدة
بِعَيْنَيَّ المُغمَضَتَيْن!
٣١
في وَرشَةِ
النِّجارَةِ الكبِيرَة
غابَةٌ مُستَأنَسَة
٣٢
عاريةٌ رغم البَرد
بِنَظَراتِ الرِّجالِ الوَقِحَة
تَتَدَفَّأُ الشَّبِقَة!!
٣٣
ينامُ
حِينَ يُدرِكُهُ الصَّباح
اللَّيْلُ مُصابٌ بالأَرَق
٣٤
البيتُ المهجور
بِشِباكِها تُضَمِّدُ جِراحَهُ
العنكبوت
٣٥
أَشِفاهٌ أُمعِنَ في تَقبِيلِها
أَم شِفاهٌ عليها أَحمَرُ شِفاه؟!
الوردةُ الحَمراء
٣٦
حَلَماتٌ
بِلَا أَثداء
حَبّاتُ العِنَب
٣٧
عَبَثاً تُرَبِّتُ على الوَقتِ
لِتَهدِئَتِهِ
عقارِبُ السّاعَة
٣٨
يصيحُ
مِن أَلَمِ الذَّبحِ
وَتَرُ الكمان
٣٩
صارِيَةٌ
بِلا شِراع
شَجَرَةُ الخَرِيف
٤٠
شَحْن
صَعَقَاتٌ كهربائيّة،
قلبُ جوّالي يَنبضُ مِن جديد
٤١
مَرحَى
لقد تَحَقَّقَ حُلمِي،
تَصيحُ رصاصَةٌ في القَلب
٤٢
كُلُّ دُورِ الحَيِّ سافرَ أصحابُها إلّا أنا!
متى سأنالُ إجازَةً؟
يتساءَلُ مُتَذَمِّراً بَيتُ الفَقِير
٤٣
تَعبسُ حينَ تُشفَى،
وَتَبكِي حِينَ تَبتَسِمُ.
الجُرُوح
٤٤
يمامةٌ جناحاها
شَعرُ حبيبَتِي!!
وَجهُ حَبِيبَتِي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!