القاهرة. افاق حرة.
تقرير:وائل شعبان.
أيها الناس أنا خطيبكم اليوم من فوق منابر الدنيا.. فاستمعوا إليَّ بأذن واعية ..علكم تفقهون رسائل ربكم إليكم.
أيها الناس أنا جندي صغير حقير من جند الله أرسلني الله اليكم نذيرا.
كما ترون أنكم لا ترونني بعيونكم لصغري.. ولكن قد سلطني الله على الناس.. فهذه الدول العظمى مستنفرة لقتالي.. وهذه قادة دول أضعها في الحجر الصحي. وهذه الناس قد سجنتها في بيوتها ..وهذه أعمال الناس متوقفة ..وهذه القلوب قد ملأها الرعب مني. حتى مساجدكم علقت فيها الجمعة والجماعة.
لقد أرحتكم من خطبة الشيخ اليوم ..وهأنذا بينكم نذيرا مرسلا من قبل ربكم للناس جميعا .
أما الكافرون فلأريهم ضعفهم وعجزهم في أوج قوتهم ..حجة من الله قائمة عليهم ..ولله الحجة البالغة .
وأما المؤمنون فلي معهم حديث آخر ..
أنا لست مرضا لأجسادكم بل أنا دواء لقلوبكم الغافلة ..أنا مرسل من قبل حبيبكم وطبيبكم . .
أنا لست داء في الحقيقة بل أنا علاج لمرض غفلتكم وبعدكم عن الله.. وهذه هي الأمراض الحقيقية التي أصابت قلوبكم ولم تكترثوا بها ..وهذه التي كان عليكم أن تعالجوها ..
أنا _أيها الناس-آية من آيات الله تزيد المؤمنين إيمانا ..تزيدهم تعلقا بربهم وتصحح لهم بوصلة التوجه إلى الله ..فلقد تعلقت القلوب بالدنيا تعلقا صدها عن طاعة الله وعن ذكر الله وأوقعها في المعاصي والفجور والغفلة.
فهذه أعمالكم أيها الناس معطلة .. وهذه دنياكم لا قيمة لها عندكم، تخشون من الموت بسببي،وهو قادم عليكم ولو تحصنتم في بروج مشيدة من الحجارة أو العلم ..لا فرق..
..أيها الناس أذكركم من قبل أن لا ينفع التذكير ..من قبل أن يأتي بعضُ آيات ربكم يومئذ لا ينفع نفس إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ..
.فاستمعوا الآن.. إستمعوا وأنتم في المهلة.. إستمعوا وأنتم في الرخاء .. واتعظوا ولا تخشونِ واخشوا الله العظيم.. احذروا من الشرك الخفي أنا لا أضر ولا أنفع.. الضار والنافع هو الله وحده. ولكني صورة حكمة استترت وراءها قدرة لا تطيقون رؤيتها مباشرة لضعفكم وعجزكم،فلا تخشونِ واخشوا الله رب العالمين ..
أيها الناس لن أطيل عليكم فلطالما اشتكيتم من طول خطبة الشيخ فأعرضتم عن السماع واشتكي الشيخ من قلة السماع.
كنتم تشتكون إذا أطال الخطبة لبضع دقائق ..لكنكم ما اشتكيتم يوما من طول غفلتكم وضياع ساعات عمركم في اللهو واللعب والغفلة .اشتكيتم مما فيه نفعكم وما اشتكيتم مما فيه ضرركم..
اليوم أنتم تحذرون من أي شخص ترتابون في حالته لعله يحمل فايروسا ..
ليتكم اجتنبتم أهل المعاصي فكم سرت منهم إليكم عللا أصابت دينكم وإيمانكم ولم تبالوا .
كم قال لكم الحق (تلك حدود الله فلا تعتدوها )فلم يبال الكثير منكم ..فاليوم أنا أحول بينك وبين مصافحة أخيك والإقتراب منه ..كان الأولى أن تجتنب قرين السوء وجليس السوء حتى لا يعديك..كان الواجب عليك أن تلزم الحمية من المعاصي.
أيها الناس لئن آلامكم اليوم غيابكم عن الجمعة والجامع فلعلكم تعرفون قيمة المسجد وقيمة العبادة فتحسنون الأدب في بيوت الله.. فهلا عرفتم قيمة النعمة وقيمة المسجد والجمعة والجماعة ؟؟كنت تسارع بالخروج من المسجد قبل ان يكمل الإمام التسليمة الثانية..فدونك اليوم اجلس في بيتك محروما من بيت الله ..
في كلٍ إذا فاتتكم الجمعة فعليكم أن تصلوها ظهرا في بيوتكم أربع ركعات..
حرمتم الجمعة فلا تحرموا أنفسكم جمعية القلب مع الله.فإن لم تستفق القلوب مع هذا البلاء فمتى؟ !
إذا كنت ذاكرا لربك فأنت في حضرة الله تجالس الحق سبحانه .. أولم يبلغكم أنه سبحانه جليس من ذكره؟؟ ومن كان مع من له القوة جميعا فمن أي شيء يخاف؟؟
إذا جلست في بيتك فاجلس مع الحق ..مع ذكره ..فالقلب الميت يحييه ذكرُ الحيّ الذي لا يموت..
بالذكر يطمئن قلبك ويزول خوفك ..وإلا فستصول أخبار الفايروس في قلبك حتى تقطعه من الهلع والفزع ..أو لم يبلغك أنك خلقت هلوعا وإذا مسك الشر جزوعا ؟؟
فهذا هلعك وخوفك ورعبك لا يزول إلا عن المصلين الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ..
أيها الناس سأرحل عنكم حين يأذن من أرسلني إليكم فقد جئت بأمره وأغادر بأمره.. فلا تكونوا من الذين ذكرهم الحق سبحانه (وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ)
يا ابن آدم أنا سوط تأديب شهره الله على عباده ..فلا تنشغل بي ولكن انشغل من بيده الأمر وإليه يصير الأمر فهو الذي يدبر الأمر ..
يا ابن آدم انت بحاجة لدواء نفسك الأمارة بالسوء وأنا أُرسلتُ دواءً لها في صورة داء..فلا تكن من الغافلين ..
الزموا تقوى الله فهي الوقاية الدائمة وإلا جاءك قدرك من باب حذرك ..فأين تفرُّ يا مسكين؟..
ويختم الفايروس الضعيف مقالته ضاحكا من إبن آدم ساخرا.
يا ابن آدم أنا خلق ضعيف سُلطتُ عليك فخفتني أين خلقي من خلقك؟؟ وأين أنا منك؟؟.. ولو كنت مع الله لما خفتني وكيف تخاف وأنت موصول بالقوي سبحانه ..أم أن إيمانك كان وهما؟!!.
أيها الإنسان العالم الجاهل القوي الضعيف القادر العاجز الغني الفقير ..إقرأ رسائل الحق إليك واعرف ربك..لعلك تعقل لعلك تتفكر لعلك تتذكر ..فأنت مطلوب لربك..هو يحب أن يسمع صوتك.ألم يئن؟؟ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) قل: بلى آن لي يا رب.. آن لي .. أن أصطلح معك ..فقد كفى.