لا حبر لي غير الحوافر
والغبار ورق
انا التي
كتب التاريخَ صهيلي في قبائل داحس والغبراء
حين علمت الجبال بسيرتي
تنحت وتفككت سلاسلها
وغرق الماء في جوف أمه الأرض
خوفا من طرقاتي
و البحر عندما وصلته أخباري
دس نوارسه في نوايا العاصفة
وأطلق العنان لصراخ موجه العاتي
انا عاشقة التراب
والريح سديم ممشاي
حين أرقص ترشني السماء بالياسمين
وينبت في بطني البيلسان
أعشق عطر صهوتي في لحظة جنون لهفتي
وتزهو عراجين نخيل الواحات
عندما يمتطيني فارس أحلامي
فأرى الأحلام تحضنني وتغادر بي
ملآى أفوهها بالحليب والرطب
مازال
طرفة يتذكر صوتي خلف وشم خولته
فيخالني روحها يمد لسانه
سارحا بين بقاي أطلالها
ومن رضاب القصائد يسقيني
أيها الفارس القابع في صهيلي
دع رأسك مسندة على كتفي
وعن كل همومك اقصص هواك
كن شهريار لياليَ
وسامر جوارح قلبي
أكن شهرزادك
جموحا تركض وراءك
ولا يهدأ صهيل حكيها
إلاّ وقد خارت كلّها بين راحة كفيك .