من هو المثقف في زماننا ؟ ماالذي يستطيع عمله ؟ وماالذي يتحتّم عليه القيام به ؟ وهل استطاع أن يضع الإصبع على الجرح ؟
ليست هناك أجوبة شافية مُجْمع عليها , لهذه الأسئلة ……هل على المثقف ان يكون أشبه بالنبي , يقتفي الخلل ويفضحه قبل ان يغدو ماثلا للعيان معبّراً عن أفكاره السياسية في كتابته , وما لديه من قناعة بتغيير العالم …؟؟
هل عليه الدخول في حملة ضدّ الظلم والفساد والاستبداد والطغيان والتكفير والارهاب مباشرة فيما يكتب……..؟
هل عليه أن يتحول الى ناشط سياسي ….؟ وهنا لا يصبح أكثر من صوت منعزل في بريّة , يسمعه جميع الناس , ويتخطّاه معظمهم ……
وما ذا عن الكاتب ؟ هل عليه ان يبتعد عن الخوض في الأسئلة السياسية المباشرة …. بل يكتفي بتحفيز الناس على التفكير , وجعلهم يعون أشياء لايرونها أو لايسمعون بها , لكن بشكل غير مباشر ….
الكاتب الحقيقيّ يؤمن بشده , أنه لاخلاص للعالم في أية إيديولوجية سياسية ….فكل الايديولوجيات مُضلّلة ….وتخدم فئة قليلة وحسب …وليس الناس كلهم ……
والكاتب دائماً يقول : الأمل وليس غير الأمل ما يتبدّى لي …..فلا يمكن لأي كاتب جادّ أن يتخلّى عن الأمل …لأن الحياة , ستدوم وتدوم إلى زمن بعيد غير معلوم