حتَّى أَنتَ أَيُّها الوجودُ.!
تترُكُني مِثلَ نِسيانٍ هائلٍ أَبحثُ بينَ أَحجارهِ
عن هلاكي النَّائمِ طيَّ الثَّآليلِ الوضيعةِ
التي تنهشُ عُمريَ في الغروبِ بدناءةٍ وشهوةٍ
أَينَ هيَ الشَّمسُ يا سمائيَ المُكسَّرةَ بالظَّلاَمِ.؟
أَينْ أَفيالي التي بَرُكتْ بمُنتصفِ الطَّريقِ وما نهضتْ أَبداً
من فرطِ عثرتِها المهولةِ وسطَ الخفافيشِ فأَضحكتِ الغُبارَ
على قدمي ودمعي وأُغنيتي.؟!
ما عادَ غُرابيَ الأَبيضُ نافعاً في شيءٍ من الصَّلواتِ
كي يكونَ دلِيليَ الضَّاحكَ في حِقبةِ الأَحلاَمِ
لقد تعوَّدتُ المتاهةَ تقضِمُني في النَّهاراتِ المُملَّةِ
حتَّى صارتْ وجوهيَ التي أَعرفُني بها في كُلِّ مرصدٍ.!
أَينَ أَمضي يا إِلهي بملاَمحي الممسوحةِ في غسقِ الخفاءِ.؟
كُلٌّنا هكذا في المتاهةِ اليوميَّةِ لِلجُنونِ بلا هُوِيَّاتِ
حتَّى أَنتَ أَيُّها الوجودُ تتقصَّانا بالمَجزرةِ والحصادْ.!