بقلم اللواء الدكتور \ احمد ضياء الدين
متابعة \ الصحفى — ناصر محمد ميسر
استشهد منذ أيام قليلة عدد من أبناء مصر الأبطال الذين وهبوا حياتهم للدفاع عن هذا الوطن نيابة عن مواطنيه من ناحية، ومفوضين لمواجهة الإرهاب بالوكالة عن العالم بأسره من ناحية أخرى.
ويضاف أسماء هؤلاء الأبطال لتلك الصفوة من أبناء هذا الوطن الذين سقطوا ضحايا ليد الإرهاب الآثم فى مواجهة استهدفت إسقاط مصرنا الغالية، واختطافها من يد أبنائها وتمزيقها- لا قدر الله- إرضاء لأعدائها.
ولم يشهد تاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين سبق تعرضها لمثل تلك الهجمات الشرسة المتوالية، والمتتالية، على يد حفنة من الإرهابيين، والمأجورين، والمفسدين، والمخطط لهم من قبل أعداء الوطن للوثب عليه، ومحاولة افتراسه. وتتمثل تلك الهجمات الشرسة بتعرض الوطن من الجهات الأربع فى تلك الآونة لهذه الخطط الآثمة الرامية للنيل منه، وتصديع بنيانه، وتفكيك أوصاله من الشمال والجنوب، والشرق والغرب فى آن واحد. ويتيقن العالم بأسره وفى مقدمته المصريين أن هذا الوطن- مهما وصل حجم التآمر عليه- محروسا بإذن الله بفضل المولى، ودلالة آياته القاطعة فى تحصينه، ورد كيد أعدائه إلى نحورهم.
ويثير استمرار إصرار التنظيمات الإرهابية ذات المصادر التمويلية والتخطيطية الخارجية، والداخلية المتعددة، والمتنوعة، والمختلفة، والواسعة، والتى يقف ورائها بكل وسيلة وأداة الجماعات الإرهابية، وجوب عدم التسليم بأى قدر باندحار الإرهاب، وانتهاء وجوده، فى ضوء ما تحققه قواتنا المسلحة الباسلة، وشرطتنا الوطنية الصامدة فى كل يوم، من تصفيات للعديد من عناصره، وذلك نزولا على الكثير من الحقائق والاعتبارات التى يتلخص أهمها فيما يلى:
أولا: إصرار أعداء مصر فى الداخل والخارج على وجوب استمرار تمويلهم للعناصر الإرهابية لارتكاب المزيد من الجرائم التدميرية، والهادفة فى جملتها إلى توهم قدرتها على هدم وجود الدولة المصرية.
ثانيا: استغلال هؤلاء الأعداء، وأذنابهم، لرقى العقيدة القتالية المصرية من جانب المؤسسة العسكرية والأمنية، وتقديرهم دوما للمواطنين المدنيين العزل من السلاح، والبعيدين كل البعد عن أية تورطات إرهابية. وذلك باندساس العناصر الإرهابية بين تواجدات هؤلاء المواطنين، واحتماء تلك العناصر، بالتجمعات السكانية إيمانا منهم بأن قواتنا المسلحة والأمنية لن تقدم على تصفية العناصر الإرهابية بسبب ارتفاع ثمن ذلك بسقوط عدد من الأبرياء نتيجة تلك المواجهات، وهو ما لا تقدم عليه دوما الدولة المصرية.
ثالثا: توهم العناصر الإرهابية والمخططين لهم، والممولين لجرائمهم، بإمكان استفادة كل منهما من امتداد الحدود المصرية من جهاتها الأربع بشكل يعين هؤلاء دوما على إمكان التسلل لداخل الوطن، وإعانتهم لارتكاب المزيد من جرائمهم دون إدراك منهم لقدرة قواتنا المسلحة الهائلة على حماية تلك الحدود برا، وبحرا، وجوا.
رابعا: اعتماد الخطة الإرهابية على تصدير عناصرها من أماكن توطينها فى العديد من البلدان العربية الشقيقة بعد قرب اندحار وجودها فيها، واستغلال تلك العناصر فى نقلها- حسبما يتوهم المفسدون- إلى داخل الوطن من حدوده الأربع لتكون مصر فى النهاية وفقا لذلك الوهم بديلا لتلك البلدان الشقيقة.
خامسا: تعاظم قدر التأثر المفزع للفكر الإرهابى والمتطرف مما تحققه مصرنا الغالية من وثبات هائلة فى كافة مجالات الحياة، والتى أمكن بمقتضاها اختزال سنوات التأخر الماضية، وتجاوز أثارها السلبية، إلى المزيد من النتائج الإيجابية المبهرة والتى أصبحت محل إشادة وتقدير من كافة المؤسسات الدولية وآلياتها التقيمية.
سادسا: استمرار الوهم القائم لدى الجماعات الإرهابية بوجوب العمل من قبلهم بكافة الوسائل غير المشروعة، بأمل نجاحهم فى استعادة اختطافهم للدولة المصرية بعد نجاح ثورة 30 يونيه 2013 فى تخليص الوطن من أثار ونتائج ذلك الاختطاف، والذى جثم على صدور المواطنين كافة فى كابوس لم يصدقه حتى أعتى المنتمين إلى تلك الجماعات الإرهابية الخاطفة.
سابعا: تضاعف قدر الرغبة المحمومة لدى تلك الجماعات كافة، والمخططين لها، والممولين لجرائمها، فى وجوب التصدى لتلك الانطلاقة الهائلة التى يعيشها الوطن، وذلك للحيلولة دون تبوء مصرنا الغالية لمكانتها الواجبة بين دول العالم بأسره. وذلك إيمانا من تلك الجماعات بأن استمرار تلك الانطلاقة ستمحى تماما وجود ذلك الفكر الإرهابى ليست فى مصرنا فحسب وإنما فى العالم بأسره.
ثامنا: تزايد قدر التخطيط الأسود للنيل من قواتنا المسلحة باعتبارها الدرع الحامى لكافة أشقائنا فى المنطقة بأسرها، ومن ثم فإن استمرار تماسك تلك القوات، وتعاظم حجم قدر تطويرها هو بمثابة العائق الوحيد فى سبيل إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، وتفتيت دوله إلى كيانات لا قيمة لها وبشكل يزيد من قدر الانقضاض من الدولة الصهيونية المتربصة، على كل جيرانها من الدول العربية الشقيقة.
تاسعا: الحرص الدائم على إيجاد الوسيلة البديلة للفوضى الخلاقة بعد فشلها، وافتضاح مخططاتها، وسراب ثوراتها، وذلك بهدف الوصول إلى ذات الغايات التى خططت لها تلك الفوضى، وعجزت عن إدراكها. ومن ثم الاعتماد على الوسيلة الوحيدة القادرة على تحقيق تلك الغايات من خلال تدمير الدولة المصرية- لا قدر الله- وباعتبارها القوة العظمى فى منطقة الشرق الأوسط بل وفى إفريقيا بأسرها، وأن تنفيذ أية مخططات استعمارية جديدة لن تتأتى إلا بعد إزالة تلك القوة من مسارات تنفيذها.
عاشرا: التوهم السرابى المتولد فى نفوس تلك المخططات الإرهابية على نجاح تزايد سقوط الشهداء فى معركة التصدى لها، سينجح بدوره فى النهاية فى خلق شعور سلبى، ومتخاذل، ومحطم، وانهزامى فى نفوس العناصر العسكرية والأمنية المتصدية لها بشكل يساعد- وفقا لتوهم المفسدين- فى إمكان انتصار الإرهاب على الدولة المصرية.
حادى عشر: التعامى المقصود، والزائف، والمحقون به عقول القائمين على تلك المخططات، والمنفذين لجرائمها، فى إمكان نجاح الإرهاب الأسود فى القضاء على الدولة المصرية. وهو توهم بالإضافة إلى كونه محض سراب لم يشهد به العالم بأسره عبر تاريخه الطويل، والممتد، فى إمكان نجاح أى مخطط إرهابى فى القضاء على أية دولة مهما ضؤل حجمها. فإنه فى ذات الوقت غير مقبول لانعدام التوازن الكمى، واستحالة التفاعل الكيفى، والمشهود به لصالح المؤسستين العسكرية، والأمنية فى مواجهة الإرهاب.
تلك أهم الحقائق والاعتبارات التى لا يستطيع إدراكها المفسدون فى الأرض، والقائمون على المخططات الإرهابية. خاصة مع تعاظم قدر الإحساس بعظم المسئولية الوطنية لدى كل مصرى وليست عسكرى أو أمنى فحسب، فى أن وجود هذا الوطن بأبنائه، وأحفاده يستحق من الكافة أى بذل لكل غال، والتضحية بكل ما هو نفيس، وعال، ليحي الوطن، ويندحر الإرهاب، لكون الشهداء ليسوا أمواتا بل أحياء، ولكون الحُرباء مفسدون فى الأرض، وهم اللعناء.
شارك هذا الموضhttps://web.facebook.com/afaqhorra/aboutوع:https://www.pinterest.com/?autologin=true
مرتبط