أخْبِريني عَنْكِ أخْبِريني كيفَ حَالُكْ
كَأَنَّ دَهْرًا مَرَّ ، ولم أسْمَعْ أخبارَكْ !
كَأَنَّ ذاكَ الصّباحَ القريبَ لم يكن
حُبَّنا ، وفي قلبي قد قَفَلْتُ أسْرارَكْ !
كيف حالُ الجنَةِ خلف أغْوارِكْ، أخْبِـ
ريني عَنْ خِفَّةِ ظلِّكْ وفِرْدَوْسِ أنْوارِكْـ
عَنْ رَوْنَقِ تلكَ المُهْرَةِ التي فيك ، عن
شعْرِها المُخَصَّلِ ، وآنْهِمارِهِ السّالِكْ !
عَنْ لُؤْلُؤٍ جاوَرَ قَمَرَ الشّفَتَيْنِ ورياحٍ
عند منعَطَفِ الوَجْنَتَيْنِ تهفو تتَعارَكْ !
وحُزْنٍ تَوَرَّدَ حول تَيْنِكَ العيْنَيْنِ ، فَأيُّ
صَفْوٍ طاف بِهِما وأيُّ حُسْنٍ خارِقْ !
فقولي من تَوَرَّطَ بيننا من بلَغَ دَرْب
النّجاةِ ، ومن مِنّا قد أضاعَ المَسالِكْ
لكنْ مهما كان صَعْبًا طريقي إليكِ ،
سَلَكْتُهُ دَقَقْتُ بابَكْ أسْألُ كيف حالُكْ
حُبُّكِ فِيَّ وَطّنْتُهُ رَسَمْتُهُ فكانَ لَكِ أقْوَمَ
المَسَالِكْ في مَعْرِفَةِ أحْوالِ المَمالِكْ !
* *