مُبَعْثَرٌ مثل قصيدة غَدَرَتْ بها الحروف ،
خَلَّفَتْها قَوافِلُ الكَلِمِ بين ثَنِيّاتِ المَراجِعْ :
مُفَتَّتـَة ، مُوَزَّعَةَ الوجدان ، مُفَكَّكَةَ الأوْصال
بين الجَداوِلِ والسِّياقاتْ ، ليس لها من
ذاتِها إلّا سَرابُ التّيه وإيقاعاتُ المَواجِعْ !
مُثْقَلٌ بجِبالِ الكَلِماتْ ، مُدْمَى بِشَظاياها
هل ألْتَئِم إلّا بتصريفها باقاتِ بَوْحٍ إلَيْكْ !
يَعوزُني أن ألْحَقَ بِكِ في جنونك ، وهذا
آختصاصُكِ الذي أُدَرِّبُ نفسي عليه !
أَلْوِي عُنُقَ اللّغة حتى تُطاوِعَني وألْعَنُ كلّ
الذين سبقوني إلى زَفَّةِ الحُروفِ البهيجة !
أحاوِلُ أن أكونَ عاشقا بلا ذاكرة وأنْ أَمْحُوَ
أكْوامَ بَيادِري القديمة وكلّ أَرْشيفِ الظَّفَرْ !
هذه قصيدة غير مُوَقَّعَة لا شرف لها إلّا أنْ
تُحاكي شَطَحاتِكِ في اللّاإنتماء ، وتَسْتَلْهِمَكِ
في جُنونِكْ !
أعْبَثُ مع الكلمات مثل طفْلٍ يُلَطِّخُ ثِيابَهُ
بالطّين ولا يخشى عاقِبَةَ عَفْوِيَتِهِ وآنْهِمارِه .
أسْحَبُ ذيْلَ الزّمَنِ إلَيَّ وأُعَرّي سَوْأَتَهُ ،
فَجْوَةَ ضُعْفِه : أسْتَطْعِمُ بعض الوَحَلِ
وأُوَشِّمُ وجهي برُسومٍ من عِشْقِ الأرض !
ساعَتَها فقط أحِسُّني أُشْبِهُكِ ، وأنَّ عِطْرًا
من إنسانيتي بدأ يفوح على مرافِئِ عُمْري !
أأَقولُ أُحِبُّكِ ! لكِنَّكِ قُلْتِ ” لا لا تَقُلْها ” ،
فمن غَرائِبِكِ وآياتِ جنونك أنّنا لا يجب
أن نَجْهَرَ بالحقائق / وهذه أكبر طعنة
في خاصِرَةِ طفولتي وفُراتُ أُخْدودٍ ،
على مدى وَجَعي ، هل يَنْدَمِلْ !