ملاكٌ ذو أجنحةٍ كبيرةٍ للغاية يطيرُ كحمامةٍ ناصعةُ البياض،تجلبُ السعادةُ الدائِمة و الحظُ السَعيد لمن تمرُّ مِن فوقِ رأسه ،أو شيطانٌ لعين بشكلٍ لا يوصفُ قط،لعنةٌ هائلة وأسقامٌ عدّة تتساقطُ عليكَ فلا تحيّا بعدها سليمًا للآبد،خيباتٌ مُتتالية تأتي بلا مَصدرٍ مُعين،تأتي من أشدّ الكائناتِ قسوة ومن أحنّ الكائناتِ أيضًا ،شعورٌ مُتناقضٌ للغاية،يُعتبرُ ملاكٌ تارة وشيطانٌ تارةٌ آخرى،لعنةٌ مدى الحياة أو جنةٌ أثناء اللاحياة المُقدسة الخالدة إلى مُدّة مُعينة،تتساقطُ مِني عند إقترابِه الدماءُ والقطراتُ السوداء الغير مألوفةِ قط،كائنٌ في غاية الغرابة والدّهشة،يُثيرُ بي تساؤلاتٍ لا تُعدّ ولا تُحصى،ذو عينان حمراوتانِ كالدماء أو النيران المُشتعلة التي لا تجدُّ ما تأكُله فتأكلُ نفسها حتى تنطفىء لتتحولَ إلى دمارٍ شامل ظاهرٌ على هيئة ظلامٍ هالك لنفسِه ولي أيضًا،يتضحُ أنهُ يمتلكُ جسدَ إنسانٍ ناقصٌ بحدودٍ كبيرة،يمتلكُ نقصٌ مُعين لا أدري ما هو لِعدم وضوح معالمُ وجههِ المليئة بالسَواد،يمتلكُ أيضًا سِهامٌ تُثيرُ الحُب أو الحرب الهائلة التي لا إنتهاء بعدها،باتت الصورة تقتربُ وتتضحُ الملامح المُخيفة بشكلٍ مُطمئن أكثر،باتت المشاعرُ تتجمدُ وتضطرب بلهفةٍ كبيرة،البرودُ ينطفىء بين الحين والآخر،زال الغباشُ تمامًا،الملامِحُ واضحةٌ للغاية،لكن المُشكلةُ أن في الوقت ذاتِه شعرتُ بسَهمِ الحُب الذي غرسهُ ذلك الملاكُ الجميل للغاية في مُنتصفِ قلبي،لقد أصابَ البؤرةُ الميتةُ مُنذُ سنواتٍ عديدة،حتى ظننتُ أنها لم تعدْ موجودةُ قط ،كان وجَهُ ذلك الملاكُ الآجمل على الإطلاق،كانت لا تُوصف حقًا،كانت مليئة بِكُل ماهو يدفعُ بِي إلى السعادة التي لم أشعرْ بِها طوالُ حياتي،لم أتوقع قط أن أكونَ سجينٌ بعد دقائقٍ فقط من المواجهةُ بين بشريّ وشبيهٌ بالملاك،أو لم يكُن ملاكٌ قط ،كانَ مُجردُ وساوِسٌ من شيطانٍ خبيثٍ ماكرٍ للغاية،تحولَ لملاكٍ لِيُقِعَ بي في طُغيانٍ سيغرقُني في المُدّة المُتبقية لي لأنال ما أستحقُ من المشقة والهلاك،لحظاتٌ قليلة حقًا كانت كافية لأن تملأ داخلي بالحُب المُتخالِط مع الحربِ الهائلة،التي لن يَكون فيها سوا جُثةٌ واحدة وهي جُثتي أنا،دماءٌ هائلة تنسكبُ مِني من مكان إصابةِ السهم،أظنُ أن الموتَ قد أتى،وأن الهلاك حتمًا قادم،لم أتوقع أن تكون أنثى قادرة على جعلي بهذه الحالة التي يُرثى لها،كانت أُنثى لم تكُن من طين حتمًا،كانت نورٌ ونارٌ في آنٍ واحد،كانت ملاكٌ شيطانيّ للغاية أدت بي إلى نهاية الطريق الطويل بعدما قطعتُه كامِلاً في الأعمال الصالحة،كانت النهايةُ هي النار المؤبدة ،الجحيمُ الفارغُ من الجميع ومُمتلىءٌ بي فقط …