سلِ قلبك هل ما رآه صحيحاً
و من سألَ العقل عنه هل أتاك ؟ أتاك
يا ساحرة الطرف لقيتك مرهقاً
و عبق حبي برجائك جاءكِ
يا سعد روحي بحسن ملامحها
كيف الإله بأفضل الحِياكَ حاكَ
و نسج من خيوط الجمال جمالها
فجعل كل جمال الفَلك لكِ
و جمع الخصال في ممالك الحسن
و اختارك لجميع الممالك مالك
كم أبدع رب السماء بتصوريها
و الملائكة من حولة بالتبارك تبارك
بأحسن تقويم خلقها و زينها
و بأبهى صورة صورها فكان قدرك دُرك
لله لطفه الخفي بصياغة جوارحك
وعلمت بأني و إن خضت بالمهالك هالك
جَدّل المعالم بآيات يوسف حسناً
واني زليخي العشق و بالمسالك سالك
لو خلق من أشباهك أربعيناَ
لكنتُ بتفاصيل معالمك عالمك
و ميزتك من بين ألف شبيهةٍ
فأنا المتيم من بين أربعينك بعينك
حنانيك حباً تشيده روحينا و تعمرانه
يكبر و يكبر ليعكس في سمائك مائك
إني و إن نطقت شعر الهيام يوماً
فإني بالأشعار و كل قصائدك قاصدك
و إن رتلت ترانيم العشق شوقاً
فإني بكل مغانيك أغنيك
كل الشرائع سنت من الكتب
و الله من شريعة حسنك سَنك
و لو ارتشفتي من البحر رشفة
لتحول عسلاً بين يديك ديك
و إن مسك جرح أو آلمك قرح
لوجدتني مقيداً بالشباك باك