الحفّارُ الذي غَرَزَ مثْقابَه تحت ظلّي
هل كان يبحثُ عن جثّتي ،
عن ضفيرةِ أمي ،
عن شمعةٍ أحملُها فوق كتفي
تنيرُ للرفاقِ الطريقَ إلى أكْفَانهم؟
الحفّارُ لم يردمْ بالترابِ جمرةَ نارٍ
خبّأتُها ليتدفأ عصفورٌ في رأسي.
خَلَعَ ريشه في العشِ
ونسي أن يحلقَ بين جفنيّ .
ليس لضفيرةِ أمي أفقٌ،
وليس للعصفورِ أرضٌ.
والغيمةُ التي حَمَلَها بين أصابعه
لم تَسقِ مِعطفاً يستندُ على العُكّازِ،
ولم تغسلْ حاجباً أبيضَ .
مرّتْ عرباتُ الأيام ِ،
وتركت ْدُخانها .
والحفّارُ لم يزلْ يُغَربلُ عظامَ أمي ،
وكَصلصالٍ يخمّرُها بالماءِ والأوهام.
اتركوا الصلصالَ لي،
فَلديّ إزميلٌ لأنحتَ وجهَها في الأفق.