تألمنا ….. أدمعت قلوبنا قبل أعيننا … و أطلقنا (هاشتاجات ) و عبارات الم وحزن….. و تسارع الجميع ليبحث عن بريق امل و سبيل مصلحة و حشد التأييد ….نظرنا للقضية …للمجتمع .. لنرسم أجمل كاريكاتور و نضع أجمل منشور مثير للشفقة و ناقد للواقع على مواقع التواصل الاجتماعي …. و نسينا ذلك الجسد نسينا شعور الحدث .. جميعنا حوله و كلنا نتألم و ببراءة يراها هو ويفرح قلبه و يهون عليه المصاب و لا يعلم أنها مجرد ثورة ساعات… أيام… ويختفي الشعاع و تنطفئ القضية و تتلاطم من ورقة لأخرى و هو عاجز في منزله يقطن لن تعاني تلك الحشود عندما يظمئ و ينتظر احدهم و لا يأتي … عندما يشعر بالبرد في المساء و ينتظر من يمر من جوار سريره ليلبي النداء و ستمر السنين و يحلم بالبنين فكيف السبيل و أين المستنكرون ….. و يحين وقت العمل ولا يدين للعمل و لا عين للوصف أو البحث…. فماذا استفاد هذا الشاب من ثورة التواصل الاجتماعي ونحن في منازلنا دافئون …. نستنكر و نثور و نعود بعد شهور بجريمة أبشع و حشود جديدة… أترون حجم الهوان و حجم الخيبة نحن يدا واحدة من وراء الشاشات… من شرفة مزهرة و فنجان قهوة و نضغط (أحزنني ) لنلقي عليها كل تعابير الحزن لتحمل برقية الأسف ….. وفيات (أحزنني )… إصابات (أحزنني ) … زوج فقع عين زوجته بعد قهوة الصباح و ارجيلة المساء (أحزنني ) .. و أخرى فوق جثتها نحتسي الشاي (أحزنني ) و أخرى …واخرى (أحزنني)و (أحزنني) ألما نفهم بعد ؟ … ألم تصلنا الإجابة ؟؟…. نثور…. نثور و نعود بعدها لشقاء يومنا و كأننا بتلك النقرة غيرنا واقع أو أوصلنا صوتنا و صرخنا لا نحن هنا نصرخ في فراغ كبير نصرخ و يعود لنا صوتنا فنظن أننا تحركنا و تحركت معنا حشود…. أي حشود تلك التي نبحث عنها و نتكئ عليها حشود إذا نشرنا الخبر أنبتنا و ادعت الخصوصية و رقة القلوب من قسوة المشهد و إن صمتنا خوفا على مشاعر الجميع القوا علينا أصابع الاتهام واللوم و قالوا قلوبنا ميتة وضمائر فاترة و لا يعلموا أن القلوب مثل الجمر أصبحت مشتعلة على دوام الحال فكل ما يجول حولنا مؤلم و قاسي في ظاهره الدفء و في باطنه الفتور حروفنا مستنفرة فقد أصبحت مصفوفة في السطور متأهبة بين حين و آخر لتعبر عن ذات الشعور لضحايا اختلفت فيها الوجوه وتسوء فيها القلوب و تتفنن فيها أساليب التنفيذ و كأننا في سباق نحو القبور و لكن بأزياء جديدة و تصاميم تراعي تغير الأيام ….. نبكي على مجتمع تفككت فيه ابتسامة الصباح و يمر فليها الأخوة بلا سلام و متحصن في منازلنا ننتظر ألم الأيام فقد أصبح أمرًا لا مفر منه فحاصرتنا الهموم و المآسي… عجبي على حروفي فقد تمردت على صياغاتي و نظمي و ارتصافي أبت أن تكمل فلو أكملت ستبكي و تسيل و تفسد النسق و الترتيب حزينة تكتم و خوفي عليها من بوحٍ رهيب يتسلل في صمت الحشود و برد تشرين ماذا حل بك يا تشرين و كأن أبناءك في الجحيم وأنت تعلن عليهم الحداد ما ذنبي و ذنب الأيام لان تنزف بصمت و تلقي علينا لعنة قسوة القلوب و كأننا في بلاد لا تعرف رحمة و لا دين …. لنعود لأقوال صبرا آل ياسر و نتلفت خوفا من ثأر الحروب…. جف قلمي و ارتجف قلقا و لم يعد للحروف صدا ولا دفء مطمئن ف حتى تلك السطور أصبحت تنزف و نزفها يجري في نهر ال لا تغيير
