درويش باب الشعر إلى الله؛
يمشي يهدهد غصن الحياة؛ لايصيبه الموت بالهوس لأن احتمالات النجاة كثيرة ؛ أولها النسيان ؛ وضياع العنوان؛ وفقدان شهية المشي على رصيف ماطر.
يرحل نحو الزيتون يشرب كاسات البابونج ؛ ويدس كحل أمه في جيوب القصائد لأن الشمس تزور مخادع الجميلات على حين غرة من الموت.
في كل صباح يمسح شفاه النبيذ بمجاز مزاجي الذكريات؛ يرفع قلبه إلى صباح بيروتي ؛ و يرى قلبه معلقا في مرٱة تونسية ؛ ثم يمشي تحت المطر يطعم حمام شارع محمد الخامس بالرباط.
على جدارية الله رأى إجاصتين من نعوت بلقيس ؛ وتنهد مرتين بانوثة الماء ؛ وفي غده تلتقط عيناه أعرابيا يشوي قلبه لحبيبته لان العطش أظناه ؛ وسال دمه في صحراء المعنى أغان غزلية للقدس في خرائط الأزمان.
أسطوري اللغات؛ من رقة الذات يشعل بحرا من الأسماء؛ فيه نشيد للأطفال ؛ و تحية للفدائي الذي ترك عروسه على زناد الرفات؛ وطار في العلى يجرح للناس طرقا للحياة.
يقعد كالجنين على كل الجهات؛ يكتب سيرة الغرائز من نصوص التلمود ؛ ويسهر على قراءة القرٱن من سورة الرحمن إلى سورة الناس.
في الشام ؛ ضاع في الزحام ؛ وتلألأت دموعه في الياسمين؛ وتوضات بها امرأة في سهل البقاع. في القاهرة حملته جدائل البؤس نواة العدم الثقيل على النيل. وفي عمان ترك جوربه تخيطه النمال.
في منفى السياب أقام بين دجلة والفرات؛ حتى شرب من أعشاب جلجامش كل سموم الحياة ؛وفي بيت الجنوبي / دنقل تصعلك تحت هام النخيل ؛ وأوقد للغرباء سلالة الرفض واللاءات.
في دار نيرودا؛ وجد فلسطين عروسا حية ؛ وانتصر للضوء مرتين ؛ و جاء من أقصى أثينا يحمل فخاخ القصائد يوزعها على أطفال الليل و القطط.
وأبقى للكردي عطايا الريح ؛ سلمه عمره من غبار المنفى ؛ وأفضى بجمره للاستعارات الحميمة في وصاياه الأخيرة.
ولي قال:
أنا باب الله إلى الشعر..