في البيتِ العتيقِ جدرانهُ تفتّحتْ عيناهُ كداليةٍ، انتصبت في بدايةِ موسمها السّنويّ تنظرُ بشغفٍ فضوليّ إلى الأفقِ الرّحب..
وعلى امتدادِ الحُلمِ الطّفوليّ عانقَ الحياةَ بحبٍّ وصمت..
داعبَ هبوبَ الرّيحِ وشاكسَ المطرَ في غيابهم..
وتحت سماءٍ زرقاء وسقفٍ بارد رقصَ حتّى التّعب..
وعلى شعاعِ النّجم امتطى صهوة جواده يحثُّ الخطى على غير هدي..
وذات ليلةٍ شتويّة باردة فتح نافذة قلبه على مصراعيه، وأطلق العنان لروحه..
وعلى وقع رذاذ المطر أيقظه من إغفاءاته صوتٌ أجشّ..!!