لصحيفة آفاق حرة:
_______________
*نظرة أفقية للشعر*
بقلم الأديب- أسامة المحوري
(شاعر) هو اللقب الذي يطمح إليه العربي كبرت منزلته أو صغرت، فمازال العرب ينظرون للشعر نظرة إجلال ومهابة تدفعهم لمحاولة الظفر به علا شأن الواحد منهم أو صغر فكلهم في مضمار الركض خلفه سواء، فلا تعجب حين ترى الأمراء والبسطاء والوجهاء والعقلاء والحمقى والمغفلين يحاولون الفوز به، فما من أمير يبحث عن لقب أعظم من الإمارة إلا أن يكون شاعرا فيقال الأمير الشاعر ( فلان بن فلان) ، ولقد أجاد الممثل المصري عادل إمام بطريقته الكوميدية المتميزة في تصوير هذه الحالة في فلمه (مرجان أحمد مرجان) وهو يتحدث عن رجل أعمال ناجح أراد أن يكون ذا قيمة عظيمة في مجتمعه فلم يجد طريقا أجمل من طريق الشعر ولم يجد لقبا أعظم من لقب (شاعر).
وقد يظن كثير من الأصدقاء أنني أسبح عكس التيار إن أخبرتهم أنني أنظر إلى كمية مدعي الشعر اليوم نظرة أفقية إيجابية، فهي وإن أظهرت سيلَ غثاء من العبث الشعري الحاصل، إلا أنها تحمل في طياتها دلالة عظيمة على أنه مازال للشعر سطوته العظيمة وسلطانه المهاب في قلوب الناس.
ولا تستغرب إن أخبرتك أنه حين تعجز الدولة عن إقامة مشاريع تنموية في بلادنا يتكفل الشعراء بإقامتها عبر مسابقات شعرية تنافسية يدفع فيها جمهور الشعر مليارات الريالات تعود كلها لبناء هذه المشاريع العملاقة، فيصنع الشعراء مالم تصنع الدولة، وما من فن يفعل ما يفعله الشعر .
…..
اليمن