الشاعرة السورية ليلاس زرزور تحاورة الشاعرة المصرية هبة الفقي

– هبة عبد الحميد الفقي

– حاصلة على ليسانس التربية في علم النفس من جامعة عين شمس .

– عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات .

– عضو اتحاد كتاب مصر

– عضو جمعية حماية اللغة العربية بالشارقة .

– حصلت على جائزة المركز السادس في مسابقة أمير الشعراء بموسمها الثامن 2019 .

– حصلت على جائزة المركز الأول في مسابقة مهرجان همسة الدولي للفنون والآداب فئة الشعر العمودي

لعام 2016 /2017

– شاركت في العديد من الأمسيات والمهرجانات الثقافية والشعرية بعدة محافل ثقافية في مصر وفي الإمارات العربية المتحدة منها :

– مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة .

– الجامعة القاسمية بالشارقة

– بيت الشعر بالشارقة .

– النادي الثقافي العربي بالشارقة .

-اتحاد كتاب وأدباء الإمارات .

– مكتبة زايد المركزية بالعين

– بيت الشعر بالأقصر .

– ديوانية الشعر العربي بمكتبة الأسكندرية .

– شاركت في عدة مجموعات شعرية صادرة عن مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية بدولة الكويت .

– نشرت قصائدها في كثير من المجلات والصحف العربية المطبوعة والإلكترونية ،

وقُدمت لها العديد من الدراسات النقدية .

– شاركت في عدة دورات لمعرض الشارقة الدولي للكتاب .

– شاركت في الأنشطة الثقافية المتنوعة للأندية المصرية الموجودة على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة .

– تم اختيار قصيدتها (نغم السعادة) للدراسة في منهاج وزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات .

** من إصداراتها :

–  ( أمير الروح ) مجموعة شعرية صادرة عن دار الرابطة بدولة الإمارات العربية المتحدة 2016 .

– (بوح النرجس )مجموعة شعرية صادرة عن دار همسة بجمهورية مصر العربية  2017 .

– (ثورة قلب ) مجموعة شعرية صادرة عن دار النابغة  بجمهورية مصر العربية2018

– (قابضة على الضوء) مجموعة شعرية تصدر عن أكاديمية الشعر العربي أبوظبي ..

كان لنا معها هذا الحوار الماتع القيم ..

** متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كانت للظروف التي عشتها دور في ظهور هذه الموهبة ؟ ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية؟

لحظة البداية دائما محيرة ، لا تستيطع ملامسة ملامحها ، أو وصف أثر إغوائها الذي جعلك دون وعيٍ تعبر لعالم مختلف وساحر ، هو عالم الشعر .

لا تعرف متى وكيف بدأتْ بالتحديد ؟ لكنها بلاشك ، نبتت بين عدة خففاتٍ من روحك ، وأزهرت بين حنين ضلوعك .

هي عمرٌ من الجمال ، تبنيه في كل يوم ، لبنة من نور ولبنة من شعور .

كنت دائما أميل للشعر والقراءة والكلمة الرائقة ، ونشأت علاقة قوية منذ الصغر بيني وبين الورقة والقلم .. لم أكن أفهم كنهها في البداية .. لكنني كنت سعيدة بها ومازلت .

كنت أظن أنها مجرد خروج للمشاعر على الورق .. حتى وضع معلم اللغة العربية يده على موهبتي ، وشجعني على تنميتها وثقلها ..ثم جاء دور أمي التي قدمت لي كل ما تستطيع من دعم ؛ لثقتها بي وبما وهبه الله لي وبدأت مع رحلة الشعر ، وبدأت تلك الرحلة تؤتي ثمارها منذ اللبنة الأولى ونمت وترعرعت في الجامعة التي أصبحت مسؤولة عن النشاط الثقافي فيها وامتد الأمر لأن أصبح رئيسة اتحاد طالبات كلية البنات بجامعة عين شمس في تلك الفترة ، وظللت على هذا الحال حتى جاء الزوج ، ولا أخفيكم سرا .. منذ أول لقاء بيننا ، وحتى الآن وهو الداعم بقوة  والناصح الأمين والمشجع الدائم ، قدم لي أكثر مما أتمنى ، أو مما تتمناه أية فتاة تحلم بأن يشاركها زوجها حلمها ، فكان هدية الله على الأرض . لذلك فأنا مدينة بالفضل لكل من غرسوا وحرثوا ورعوا موهبتي حتى نمت وأثمرت ما حييت .

** الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة؟

الموهبة هي الأرض الخصبة التي تجود على الشاعر بخيرها كلما أحسن اهتمامه بها ورعايته لها..وعلى قدر ما يضع فيها من جهد وعلم وحلم ..تنضج ثمارها ويحلو نبتها..

وكل ما يمر بالشاعر من أحداث وشخصيات وكل ما يفعله من قراءة ودراسة وإبحار في مختلف المجالات يؤثر في تشكيل تجربته .

** كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟

الحظ قد يسهم في النجاح ..لكن النجاح المبني على الحظ لايدوم طويلا .. وللشاعر أدوات عدة لا تقتصر على المعجم اللغوي..

عليه أن يمتلكها بقوة وأن يسخرها لإثراء ودعم موهبته ليبني نجاحه بثقة وثبات.الشعر ليس ضربة نرد تُرمى بلحظة حظ طائشة.

** ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي السريعة ؟

مواقع التواصل أصبحت سلاحا ذو حدين لاشك في ذلك ..لكنني أؤمن أن لكل أمر في الحياة ما له وما عليه ..

فوسائل التواصل كانت حقا منبرا ناجحا لكثير من الشعراء ..وكونا جديدا من المحبة جمع بين آلاف القلوب التي ربما لم تلتق على أرض الواقع أبدا..لكنها على الجانب الآخر سمحت لكثيرين بالتسلق على جدار الشعر  وبتحقيق شهرة زائفة من خلال تملق ناقد أو سرقة أشعار وأفكار غيرهم أو ما إلى ذلك مما لا يرضى به الشاعر الحقيقي ولا يقبله ..وبالطبع أثر هذا كثيرا على شعراء حقيقيين كثر.

** هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبية ؟ وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟

نعم لاشك المعلم يستطيع ..لكن هذا لا ينفي تضافر الجهود لاكتشاف الموهوبين في كل مجال. فللأسرة دورها الهام والأساسي أيضا في اكتشاف الموهبة ..وكذلك المجتمع ومؤسساته المختلفة التي تساعد في كشف المواهب ودعمها .

** ما رأيك بالنقد ؟

بين النقد والشعر علاقة تكاملية ..تجمعهما روح واحدة تغوص بك في بحور من الدهشة والفتنة.. وأنا أسعد دائما بكل قراءة نقدية بناءة سواء كانت لي أو لغيري ..بهذه القراءات نبني سلما يصعد بنا لسماوات أكثر متعة وبهجة .

** هل ترين أن الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟

على العكس تماما..فالشعر في مرحلة نمو وازدهار… الشعر كان وسيظل ديوان العرب..هو حضن اللغة وملاذها..والحرير الذي تمشي عليه في غنج ودلال.سيظل الشعر مؤثرا في حياة الإنسان ..فهو أمهر رسام يستطيع رسم المشاعر ودمج ألوان الحياة لإخراج أجمل اللوحات. وسيظل للشعر جمهوره الخاص والمميز .. الذي يشتاق للشعر كما يشتاق له الشعر ، ويسعى للشعر ويبحث عنه أينما كان.

** ألا تشعرين بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ؟

المعاصرة لا تعني البعد عن الجذور الأصيلة . وبرأيي .. سيظل إبداعنا العربي يحمل عبق الرواد ..مهما تغير شكل القصيدة وتجددت ملامحها .. فمهما ظهر عليها من تجديد في الرؤى والصور والأخيلة سيبقى للقصيدة العربية عبقها الخاص الذي شكله روادها منذ البداية .

**ما نوع الشعر المفضل لديك ؟ وهل الشعر هو تعبير عن الإحساس ؟

أحب وأتأثر بكل حرف صادق ..مهما تنوعت المدارس والاتجاهات ..وأحاول دائما أن أكتب بصدق ليصل ما أكتبه لقلب المتلقي قبل أذنه وعينيه . وأقول دائما ..أجمل الشعر أصدقه.. والصدق هنا ..هو صدق معايشة الحالة الشعورية التي يعيشها الشاعر وينثرها على الورق. والشعر لا يتوقف عند التعبير عن الإحساس .. فكل إنسان يستطيع التعبير عن إحساسه ومشاعره بشكل أو بآخر .أما الشعر فهو يتعدى مرحلة التعبير إلى مرحلة التأثير.

** هل الشعر صناعة ؟

لاشك أن الشعر موهبة فطرية بالمقام الأول. هو روح أخرى يمتلكها الشاعر ..يستطيع من خلالها مد أكفه لملامسة قلوب الناس في كل زمان ومكان .

هو العالم الذي يستطيع الشاعر تشكيل حدوده على الورق. وعندما يمتلك أدواته سيسهل عليه تسخيرها ليصل بحرفه لقلوب الناس ويلامس أوجاعهم ويعبر عن مشاعرهم ..ويستطيع دون أن يشعر ودون أن يشعروا أيضا أن يؤثر فيهم ويترك في أرواحهم آثارا لا تطمسها رياح الزمن.

** ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل أنت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟

ومن منا لا يعترف بالنثر ؟!  فهو لون مميز من ألوان الكتابة الأدبية والإبداعية وله تاريخه ورواده ، لكن .. بالرغم من ذلك لا يمكن أن أراه شعراً . ليس لتفوق الشعر على النثر ، ولكن لأن لكل منهما ميزاته التي تميزه عن غيره وأسلوبه وأساساته ، وأنا لست مع خلق كائن مركب منهما. والسؤال الذي أسأله أنا هنا: لماذا على النثر أن يكون قصيدة ويرتدي ثوباً غير ثوبه؟! هل كلمة قصيدة تزيد النثر قوة أو جمالاَ من وجهة نظر من يطلقون هذا المسمى؟! أما قصيدة الشعر العربي بشكلها الخارجي التقليدي المعروف ستظل نموذجا للشعرية العربية ..بل ووجهها المشرق .

** كيف ترين الوطن في شعرك؟

الوطن هو الحضن الآمن ..اللغة النقية ..الحلم الذي لا يذبل بريقه ..والحب الذي لا يجف ريقه. هو الغيمة التي تُظل خطوتي ..والضوء الذي يسكن نظرتي.أتأثر بكل ما يحدث في بلدي وكل ألم في بلد عربي يؤلمني وكل دمعة في عين طفل عربي تبكيني .. وهكذا تخرج أنفاسي على الورق دون إرادة مني بلون الوجع العربي .

** ماهي العوامل التي أدت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الاتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟

ربما قل استخدام الكتاب الورقي لدى البعض ..لميلهم لتصفح وقراءة ما يريدونه على المواقع الإلكترونية. ولكن على الرغم من ذلك فالكتاب الورقي موجود وبقوة ، وحركة النشر لم تتوقف يوما عن نشاطها .وأنا ممن يحبون معانقة الكتب الورقية وملامسة عبير جمالها ، وحقيقة لا تغريني النسخ الإلكترونية ..وأحرص دائما على تجديد مكتبتي بالكتب القيمة .

** كيف تنظرين للمرأة في شعرك وكيف تجدين المرأة كشاعرة ؟

المرأة تسكن في كل حرف أكتبه ، بحلمها وأملها..بآلامها وأناتها..بفرحها وغنائها، بقوتها وثورتها ، برقتها وأنوثتها. لا أخشى من التعبير عنها وعن مشاعرها ، ولا أخجل من نبض أنثره لأجلها. المرأة الشاعرة استطاعت أن تسجل اسمها بحروف من نور بمختلف العصور الشعرية ، وربما منعتها بعض الظروف المجتمعية من الانطلاق والتحليق ، ولكنها دائما موجودة وبقوة .

وها هي اليوم تقف بكل وهجها محلقة بحرفها في سماوات الجمال والدهشة.

**هل توافقين على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا ؟

لا أوافق على هذه المقولة ..فلا علاقة لإصدار الدواوين بإثبات الذات الشعرية مطلقا.إصدار الديوان هو حفظ لحقوق الكاتب وسبيل من سبل تواصله مع جمهور القراء وتوثيق لحرفه ونبضه.

** ما سر نجاح الشاعر ؟

لنجاح الشاعر أسرار عدة..أهمها إخلاصه للغته ولشعره. حرصه على تعزيز موهبته وإثراء تجربته بكل ما يفيدهما. حفاظه على علاقته بجمهوره وشعوره بهم والتعبير عنهم وعن مشاعرهم وهمومهم وأحلامهم.

** لمن تودعين أسرارك وأراءك الشخصية ؟

أمي وزوجي وابنتي هم مرآتي في هذه الحياة . والله تعالى أدعو أن يحفظهم ويبارك فيهم .

** لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقولين ؟

لا أفكر في الذي أنجزته سابقا ..رغم اعتزازي به ..ولكني أفكر فيما أسعى لإنجازه لاحقا..وهذا هو الأهم برأيي. فالوقوف على حافة إنجاز معين قد يجعل الإنسان يسقط في دائرته ولا يخرج منها للتحليق والألق في سماوات أبعد وأجمل.

**  ماذا تقولين لجيل اليوم؟

أقول لنفسي ولجيل اليوم: لا مستقبل لمن لا ماضي له.

والارتكاز على تاريخ قوي كتاريخ الشعر والأدب العربي يجعلنا قادرين على طرق كل أبواب المستقبل .المهم ألا نصبح أداة لتشوية تاريخ أدبنا بزعم الحداثة والتطور والتجديد.

التراث هو الأساس الذي ننطلق منه للحداثة..وكلما كان الارتكاز قويا على تراثنا ..كان انطلاقنا نحو الحداثة قويا مبهرا.

فلا غنى عن التراث ، ولا يعني وجود الحداثة طمسا للتراث..

فالحداثة في الفكر والرؤى والاشتغال على اللغة المختلفة والمفردات الولّادة ، وتجديد الصورة بما يخدم النص ، مع المحافظة على الأسس والأبنية المحكمة  يخلقان معا نصا مدهشا جاذبا لعقل وقلب القاريء.

** كلمة تحبين توجيهها إلى القراء ..

أقول للقاريء العزيز  :

معا نبني عالما شعريا جميلا ..نبني من الياسمين بيوتا ومن النجوم دروبا ..ونرسم للأحلام  مدارات جديدة لا نهاية لها.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!