لصحيغة آفاق حرة
****************
علي هادي حسون وادي العكيدي ولد في بغداد 24/4/1976
اكمل الدراسة الإبتدائية و المتوسطة والإعدادية فيها
عام 1994
ثم دخلت الكلية العسكرية و تخرح ضابطا برتبة ملازم
عام 1997.
و بعد احتلال بغداد أحيل على التقاعد ..
يمارس حاليا عمله في مجال العقارات..
نشرت له العديد من الصحف والمجلات العربية والمواقع الالكترونية ….
أسس مع ثلة طيبة من زملائه مجموعة شعراء الرافدين
و أقاموا اصبوحات و أمسيات
و ثلاثة مهرجانات شعرية…
اصدروا مجلة ورقية باسم شعراء الرافدين
رأس مجلس إدارتها…
فاز بالعديد من الجوائز
له مجموعة شعرية
بعنوان حكايات الفتى الحنطي تحت الطبع …
كان لنا معه هذا الحوار القيم الماتع …
** متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟
في عمر العاشرة وأكثر قليلا .كنت اكتب ما تجود به قريحتي. دون وزن و في بعض المرات دون انتباه لقواعد اللغة. إلى أن تجرأت وعرضت ما اكتب على استاذي الفاضل أمين الموسوي في اللغة العربية في عمر ١٣ ..ومزق الورقة و قال لي اذهب وتعلم العروض . و عثرت على كتاب منهجي في آخره فصل عن العروض وفي ظرف اسبوع كتبت قصيدة موزونة وذهبت له ثانية.. وقبلني من جبيني.. وقال لي هذا شعر.
** الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟
الشعر هو انعكاس لنشاط النفس المتوهج.وبطبيعة الحال يحتاج إلى صقل و تطوير ..وأولى مقومات الصقل هي القراءة المستمرة و إدخال الفنون الأخرى ضمن خطّ الشعر.. حتى الإطلاع على الثقافات الأخرى كفيل بصنع شخصية الشاعر المستقلة .. والفنون المتوارثة هي السبيل المقتفى لتحديد بصمة القصيدة المتفردة.
خمسون َمنشورا
ولمْ تتغيّري
و قصيدةٌ حيرى
ولمْ تتأثري
ما زلتِ صامتةً
ولستُ مصدّقاً
صمتاً يخالفُ لهفة ً
في الجوهرِ
تضعين َ إعجاباً
كأيِّ متابع ٍ
من دونِ تعليق ٍ
وقلبٍ أحمرِ
عندي الدليل
ُ على اهتمامكِ فانصتي
لقصيدتي إيّاكِ أن تتوتري
تتجسّسينَ
على شؤوني خلسةً
بفضاء صفحتك ِالمضاءِ
بأخضرِ
و تتابعينَ الأصدقاءَ
بحرفةٍ
و السيداتِ إذا دخلنَ
بأسطري
أخشى
عليك ِمن انهيارٍقادمٍ
و أخافُ بعدَ الصمت
ِ أنْ تتبعثري
فدعي الغرورَ
وراء ظهركِ مرة
إن اختفاءكِ غيرُ مجدٍ
فاظهري
**كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟
بطبيعة الحال هذا يرجع إلى كسل الشاعر و قصور نشاطه على ما يحيط به فقط . وهنا تبرز الحاجة إلى متابعة الدروس و التعلم من اللغة الثرية بالمعاني الكفيلة بمنح القصيدة نفساً لا يتعب.
** ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة ؟
وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تطوير الشعر و إبراز المواهب المدفونة .لكنها سلاح ذو حدين. اذ فتحت المجال لمن يتصورون إنهم ملكوا زمام القصيدة.. فاختلط الحابل بالنابل..لكن جمهور القصيدة الذكي يعرف التمييز جيدا بين هذا وذاك.
سما به الشوقُ حتّى
لامسَ السُحبا
ساقتْهُ ريحُ خيالٍ
زادَ فاضطربا
ساقتهُ نحوَ ديار
ٍكانَ يطلبها
وراح َيمطر ُحبّا ً
عندما اقتربا
فبلّلَ الشرفةَ العليا
لغرفتها
ثمَّ استقر َّعلى الشبّاكِ
و انتصبا
حتّى رآها وكانت
ْشبهَ نائمة ٍ
كأنّه قد رأى من
سحرها عجبا
خطَّ القصيدةَ في
لوح الزجاج ِوقد ْ
أبكى الشبابيك
َ و الأبوابَ ما كتبا
البُعدُ بخّره
ُو الشوقُ كثّفهُ
فصار َغيما ًوفي
أسوارها انسكبا
و بعدَ أن قبّل َالشبّاك
َ في شغف ٍ
زال َالخيال
ُ و عاد َالعقلُ فانسحبا
** هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية
وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته
** ما رأيك بالنقد ؟
النقد هو مرآة نصحح عليها أخطاء الشعر التي تمرُّ دون الانتباه إليها .. ولكن هناك نقطة مهمة .لا يمكن للناقد ان يتلبس روح الشاعر و إحساسه. فيحدث ما لا تتقبله روح الشاعر .. ولا ننسى الجمهور الذكي الذي يرصد بعين النقد ما يشوب القصيدة من عيوب و هفوات
** هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟
أنا متفائل جدا وأرى ان الشعر العربي يمر في مرحلة ازدهار و سيأتي اليوم الذي يتخلص من إدعياء الشعر ليعلن دولته القوية.
** ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ؟
هو ليس تباينا بقدر ما هو تعايش مع الواقع الجديد و الحياة المعاصرة .. فليس من المعقول أن أذكر الناقة في ابياتي وانا اركب سيارة تعمل بالريمونت كنترول .. الشعر حداثة مع التزام الأصالة التي لن تغيب عن واقع القصيدة.
الوقتُ مرَّ وأنت ِلم
تتواصلي
لم تبعثي المطلوب
َ لم تتفاعلي
و أنا أتابعُ صوت
كل رسالة ٍ
ما همني والله
صوتَ رسائلي
لكنني أحتاجُ
تاكيدا لها
تلك الأحاسيسُ التي
في داخلي
أحتاجُ أن أبدو عزيزا ً
في الهوى
لا ضفةً غرقى
ببحر تجاهلِ
للحب ألفُ وسيلة
و وِسيلة ٍ
و أنا احترفتُ على يديكِ وسائلي
لا تبخلي
بحدوث ِواحدة ٍمعي
كي توقفي في القلبِ
خطَّ زلازلي
والملصقات ُ
وسيلة مٌقبولةٌ
معروفة ٌباواخر
و أوائل ِ
وجهٌ وقلب ٌ
او زهور ُ محبةٍ
و حمامة ٌببريدِ
شوق ٍعاجل ِ
فتحركي
أن أنفجاري قادم ٌ
وضعي عنادك جِانبا ً
و تواصلي
** ما نوع الشعر المفضل لديك ؟
الشعر الذي يهزّ وجداني و يجعلني أنتشي.. الذي يمثل احاسيسي و يبلغ بالروح إلى قمة التوهج.
**هل الشعر هو تعبير عن الإحساس ؟
الشعر خير معبر عن الأحاسيس .. هو الوجه الرقيق والرومانسي للحياة . وهو الوتر الحساس في معزوفة القدر .
** هل الشعر صناعة؟
صناعة الشعر لا تتخلى ابدا عن الرومانسية و الإبحار في التوارد و الهام الطرف الآخر.
** ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟
انا وبكل قوة اقف ضد كل من بسمي النثر
بقصيدة.. النثر هو خواطر معبرة عن ما يختلج النفس ..و الشعر له دولته المستقلة بعيدا عن النثر و ما يشبهه.
** كيف ترى الوطن في شعرك؟
وطني هو محطة بارزة في قصيدتي و لن يغيب عنها .. الا ليعود إليها.. باختصار انا و شعري نذوبفي حب الوطن.
**ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟
نعم ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في الحدِّ من انتشار الكتاب الورقي..بل حجمتهُ إلى درجة مخيفة . وصار الهاتف المحمول والحاسبة هما واحة الشعر و ملتقىالشعراء والجمهور .. وفي زمن الجائحة صارت الأمسيات الإلكترونية بديلا عن الحضور في أمسيات على أرض الواقع..
** كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟
المرأة هي روح الشعر .. و لا شعر يقال بدون أنوثتها حتى وإن كان عن الوطن. والمرأة الشاعرة نجحت كثيراُ في منح القصيدة وجهاً إنثويا باسماً.
لأنَّ حبّكِ باقٍ في فناجيني
فوحدها قهوةُ العينينِ تغريني
وجرأةُ الأحرفُ السمراءِ تكتبني
على القصاصاتِ في أحلى المضامينِ
أنا المغامرُ مهما استَحْكمتْ لغتي
فنظرةٌ لسطورِ القلبِ تكفيني
فلا غرابةَ إنْ حلّقتُ ثانيةً
فأنتِ ملهمةٌ جاءتْ تناديني
تراففقينَ انثيالاتي و قسوَتها
و تسبكينَ القوافي ذاتَ تكوينِ
رجوتُ طيفكِ أنْ يبقى على صلةٍ
معَ الحروفِ التي في الشعرِ تعنيني
فكلُّ حرفٍ سيأتي ..منكِ يحملني
إلى الغيومِ…ومن عينيكِ يُدنيني
** هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا ؟
ربما أنا ضدّ هذه المقولة..لإنّ بيتاً واحداً يعادل ديواناً.. الشعر ليس بغزارته.. بقدر ما يكون معبرا و مصوّرا.. لحديث الروح.
** ما سر نجاح الشاعر؟
متلاك ناصية اللغة .. والحداثة المتحالفة مع الأصالة.. واستلهام الجديد و تعزيز الوان الشعر
** لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية؟
لحبيبتي طبعا ..كلام لا تقاس فيه.
** لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول ..
ما زلت في أول الطريق ولم أنجز شيئا
**ماهي كلمتك لجيل اليوم ؟
تمسّكوا باللغة و حدّثواأفكاركم ولا تبتعدواعن الأصالة.
** كلمة تحب توجيهها إلى القراء ..
شكرا من القلب لدعمكم وان شاء الله لن أخذلكم