تلعب الكلمة دوراً كبيراً في نفسيّة الشخص حيث تنعكس في أعماقه وتتبلور أبعادها سلباً وإيجاباً، يقول الله سبحانه وتعالى: *{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ}* [إبراهيم: 24].
فالكلمة الطيبة صدقة، وهي خير وبركة، فبها كلام يفرح القلوب الحزينة، وتواسي بها النفوس العليلة، وتداوي بها بعض الجروح النازفة، وتشافي بها بعض الخواطر المكسورة، ولهذا فالحثّ على التصدّق ولو بالقليل؛ حتى لا يعود الفقير خالي الوفاض، وكذلك الطرف الآخر يحمله كلمة طيبة:
*”اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ”.*
فالكلمة الطيبة تبهج النفوس وتدخل على الناس الفرح والسُّرور، وهي لا تكلّف شيئاً، ولكنّ البعض للأسف بخلاء في قول الكلمة الطيبة للناس ويعتبرونها ثقيلة جداً في التلفّظ بها للغير.
فالكلمة الطيبة مفتاح لكلّ خير، وسبب في إصلاح الخصومات والبعد عن الكراهية والتخلّص من الضّغائن والعداوات في النفوس المتخاصمة والمتنافرة.
فكم كلمة طيبة كانت سبباً في هداية الكثير من البشر إلى الخير والصلاح وعبادة الله، فهي تطرب الآذان وتطمئن القلوب وتجعل المتلقي يتودّد لقائلها بل ويتقرّب إليه أكثر.
فكم من كلمة سمعناها فأسرت قلوبنا وتركت فينا أثراً طيّباً بل وغيّرت من أفكارنا الكثير نحو الإيجابيات.
فالابتعاد عن الكلام السّلبي الذي يوغر النفوس ويزيد الطين بلّة في زرع المشاحنات والبغضاء في قلوب الآخرين، وهو ما يرفضه الشارع المقدّس.
فالكلمة لها مكانة ووقع جميل في النفوس، وهي من أجمل الصّدقات التي نتصدّق بها على الآخرين، فبجمال الأسلوب وحسن الكلام مع زرع الابتسامة والابتهاج في وجوه الغير أمر محبّب، وهو من أخلاقيات المسلم.
إنّ الكلمة الطيبة بلسمٌ شافٍ نلتمس منه ملامسة أرواح الناس والعمل على سعادتها. قال تعالى: *{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}* [البقرة: 83].
فبالكلمة الطيبة نسعد نحن ومن حولنا، وندخل البهجة والسُّرور على الآخرين، والأجمل من كلّ هذا نكسب رضا الرّب في الدنيا والآخرة.
صورة طيبة عن قائل الكلمة الطيبة وأخلاقه، بالإضافة إلى تغيير حياة الكثير من الأفراد، سواء أكنّا على معرفة بهم أم أنّهم أغراب، على أنه في هذه الحال فإنّ استعمالها بصورة صحيحة ودائمة، وأخيراً تشجيع الآخرين على التفوّه بالكلمات الجميلة وبالتالي نشر الاحترام والألفة بين الكلّ دون استثناء.
ولهذا ينصح العلماء بالابتعاد عن الكلام البذيء والسّيء؛ لأنّ الكلمة في هذا المضمار كلمة حادة كأنّها السيف وتبقى النفوس عقوداً من الزمن، ولهذا يقول لويس باستور:
*”ضربة الكلمة أقوى من ضربة السيف”.*
ونختتم بكلمة قالها يوسف زيدان في هذا الجانب:
*”الكلمة الطيبة قد تفعل في الإنسان ما لا تفعله الأدوية القوية، فهي حياة خالدة لا تفنى بموت قائلها”.*
________________
منتدى النورس الثقافي الدولي.