في شدته قال الرباوي:
“حدثني قال اصعد
هذا السلم قدامكَ
قلت له
كيف سأصعد والسلم ليس به أدراجْ
قال اجعل كل ضلوعك أدراجا
تستقبلك الأبراجْ”
هل يدري هذا الرجل المعجون
بماء الخير
بأني محض طريدٍ
محض شريدٍ
في هذا الكون
أهيم أهيم
ولا أرض فينْشَدُّ إليها سُلم أضلاعي
ألقى بي أهلي
في هذا الجب
متى رمت نجاة منه أراني أرسب في القاعِ
يا من ينجدني
شلت من طول التلويح ذراعي..!
أصرخ..
لا شيء هنا..
لا شيء سوى يأسي
هذا القابع في كأسي
يسقينيه الماضون تباعا
يسقون الحنجرة المبحوحةَ
تلو الكأسِ الكأسَ
ويمضون سراعا
أصرخ..
لا يسعفني هذا اللحن الذابل
في شفتي
رد صداه الهارب يا أبتِ
واضممْ يدك السمراء إلى جنبك تخرجْ
في عز الصهد
بهذي الأرض المكوية بالخوف وبالرهَب المبثوث
سنابل قمح
حين يهب نسيم الفجر على قريتك البيضاء أياديها
يتماوج أخضرها الفضي تتيه حقول الله جمالا
حين يمر بها طفل يملؤها شعرا
يا لصفاء اليوم أتته بلابله تترى..
صفق في دعة جمهور أخضر للطفل الشاعر
شكرا شكرا..!
في دعة يركض صوب النخل
يشاهد أبناء الحي تداعوا كالنمل
إلى أعجاز النخل الحلوة..
لم يكبر طفل الواحات كثيرا
لكن يؤلمه أن تهوي أشجار الأرضِ
الطفل/الشيخ الآن يردد:
إنا لا نبغي جُمَّارا*
يكفينا يا ربي ألا تسقط نخلةْ
يا أبتاهْ
خط الحلم الخيبة فوق عيون الناس
وتاهْ
لكني أزرع في هذي الأرض الجاحدة
البسمةَ تتلوها البسمةُ
-مثلك-
أسقيها من ماء الشعر
فيخضر القلب/الشعر/العمر
فأغدو قيثارا
يعشق عزف مواويل الرباوي