يُروَى أن تلميذاً أرسل رسالةً إلى معلِّمِهِ :
أَيُّها الأُستاذُ مَهْلا
لا تَظُنَّ الأَمْرَ سَهْلا
عُقْدَةُ الإِعْرابِ عِنْدي
عُقْدَةٌ تَحْتاجُ حَلّا
أَنا في الْإِعْرابِ طَبْلٌ
مَنْ تُرى يُفْهِمُ طَبْلا
إِنْ أَرَدْتَ الصِّدْقَ إِنِّي
لا أُطيقُ النَّحْوَ أَصْلا
أَنْصبُ الْمَرْفوعَ دَوْمًا
أَحْسبُ الْأَسْماءَ فِعْلا
ما لَنا ولِقَوْلِ زَيْدٍ ؟
ذاكَ ماضٍ قَدْ تَوَلَّى
كُلَّما حاوَلْتُ فَهْمًا
زادَني الإِصْرارُ جَهْلا
غابَةٌ لا ضَوْءَ فيها
طينَةٌ تَزْدادُ بَلّا
لا تَلُمْني لِغَبائي
ذاكَ عَيْبٌ لَيْسَ يَبْلى
هُوَ في النَّفْسِ أَصيلٌ
لَمْ يَكُنْ ضَيْفًا فَيُخْلى
لا تَضَعْ صِفْرًا وَحيدًا
كُنْ كَريمًا لَيْسَ إِلّا
ضَعْ يَسارَ الصِّفْرِ عَشْرًا
تُصْبِحُ الأَرْقامُ أَحْلى
فردّ عليه المعلّم برسالة قال فيها :
أّيُّها الْمَهْضومُ : أَهْلا !!
تَحْسَبُ التَّصْحيحَ سَهْلا
أَنْتَ لا تَدْري عَذابي
جَرِّبْ التَّدريسَ قَبْلا
حينَ تُفْتي بِجَوابٍ
لَمْ يَكُنْ يُقْرَأُ أَصْلا
لا تَرى إِلَّا رُموزًا
أَوْ طَلاسِمَ لَيْسَ إِلّا
حِينَها تُعْطيهِ صِفْرًا
لَيْسَ تَقْتيرًا وَبُخْلا
إِنَّما الإِنْصافُ حَقٌّ
وَاتِّباعُ الْحَقِّ أَوْلى
عالَمُ الإِعْرابِ بَحْرٌ
خَوْضُهُ يَحْتاجُ عَقْلا
لا تَلُمْني يا صَديقي
قَدْ جَعَلْتَ الْجِدَّ هَزْلا
لَنْ تَذوقَ الدِّبْسَ حُلْوًا
إِنْ خَلَطْتَ الدِّبْسَ خَلًّا
إِنَّهُ الْغِرْبالُ حَقًّا
بَعْضُنا يَحْتاجُ نَخلا
********************************************
عالم الإعراب بحرٌ.. لا يتقن السباحة فيه الا غواص ماهر!
حقا!
ما أحوجنا الى غربال يغربل عقولنا مما اعتراها من الجهل والافكار السامة وقلوبنا من الحسد والحقد .. يزيل الشوائب التي علقت بنا ويزيل الأقنعة التي تغطي الكثير من الوجوه
ما أحوجنا الى غربلة بعض العلاقات وتنقيتها للتمييز بين تلك القائمة على المحبة والاحترام وبين تلك القائمة على المصالح .
ليتنا نستطيع ان نغربل الناس كما نغربل الدقيق فنتخلص من كل لا يريد لنا في الحياة خيرا.