وهَرِبتْ/ بقلم:‏ناديـــا العابــــد( العراق)

هو…
مابالُ عيناكِ
ذبولٌ يَقبعُ بين حَدقاتِهِما؟
مابالُ قلبُكِ سَكنتْ نَبَضاتهُ
مابالُ روحُكِ خانعةٌ صامتة
أَ إنتابَكِ وَجَفٌ

هي…
أوَ تسألُني .. لماذا الروح في وَجَفٍ ..
لماذا القلبُ ساكنُ صامتْ ..
وَما الضير إنْ سَلا القلبُ الآهات
وسكَنَتْ الدموعُ الاجفانَ
وتبددتْ المسراتْ
أوَ تسألُني؟؟
اسألْ روحَكَ وقلبَكَ
كم مِن خريف ٍ سَكَبتَهُ
في جَنَبات روحي الثائرة

هو…
لا تُلقي تُهماً جِزافاً
كمْ مِن رَواءٍ أفَضتُه
من عُصارة روحي
فوقَ جدبَ أيامِكِ المُقفِرة
من آهات النَبضْ والحَنين

هي…
رَواءٌ؟؟
أيُّ رواءٍ ذاك الذي
تُحدِثُني عنهُ
قيداً كَبَلَني عِشقُكَ
قيدا هوى بي مَصَارِعاً
بِتُ عَدَماً على قَيدِ الوجود
بِتُ اسْتَنشِق الأَماني
موتاً عاجِلاً
إنْ كانَ العِشقُ قيداً
يُدمي الروحْ
فَذاكَ هوَ انتِحارٌ
هوَ وأدُ الحُلُم في فَضاءاتِ
الأَوهامْ

هو…
جَنيناً على قَيدِ النمو
كان عِشقُنا
رَوَيناهُ من نَبضاتِنا
ورِضاب شِفاهِنا
طِفلٌ يَحبو بينَ أضلُعِنا
القَمْناهُ لَهيبَ أنفاسِنا
فَغَدا صَبابةً مَزَقَتْ
صدورَنا هِياماً
أَينَعَتْ مِنهُ ابتسَاماتُنا

هي…
ابتسَاماتُنا؟؟
تاهتْ مِن فوقَ الشِفاهْ
غَدَتْ صَفراء كالِحة
يَعتصِرُني الشوق
لأبتِساماتي البَريئة
ابحثُ عَنها بين
بقايا حُطام إمرأةٍ
قَتَلتَها غيرَةً و شَكاً
زهرةً كنتُ وها انا الآن
جذعٌ أجوفٌ نَخرَهُ
السوسْ وتَهالَكَ رَميماً
على عَتباتِ اليأسِ

هو…
تَعالَي
لِنَبدأَ مِن جَديدٍ…
دعي الكبرياء يَنحني
تحتَ أقدامِنا
تعالَي نوقِفَ العُمرَ
عندَ أمانينا
تعالَي نَغفو مِلءَ جُفونِنا
نقولُ للأيامِ هَلُمي
لأحتِضانِنا

هي…
ظِلي جَافاهُ النوم
قَسرا
أرقٌ بات يؤرِق
مُخيلَتي
باكِرا تَناءى الفَرحُ
عن قلبي
كم تراقصَ العمرُ
فَرِحا عندَ اعتابِ التمني
سأرحلُ بكلِ هدوءٍ
لا بَلْ أهربُ
لن أهربَ مِنكَ بل أهربُ مني
سأبقى ملء حَدَقاتِكَ
لكني لن ادعْكَ تشعرُ
بوجودي وتهنأ بنسياني

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!