هذه الشجرة الباسقة الطول ، ورافة الجسد لكم تحدتني حين كانت نبتة صغيرة ، فقد هويت عليها بفأسي كي أقتلعها من جذورها ، لكنها أصرت أن تقاوم وتعيش عبر عرق لم أقطعه ، فقد غافلتني وراحت تعلو برأسها ناسية ذلك الحقد الذي أكن لها ، فلقد أعتبرتها شجرة لا حاجة لي بها ، فبجانبها شجرة فتية راقصة الأفنان جميلة المظهر ، فما لي لهذه الشجيرة التي تعاند ذوقي .
لقد أجبرتني على التوقف عن اقتلاعها ، فقد أصابني العجز ، وفتركتها تنمو على مضض ، فقد قاومت للعيش ..ذلك منذ زمن بعيد أما اليوم فهي الشجرة المتوجة ..
لكم علمتني تلكم الشجرة الكثير والكثير من خدع الحياة الزائفة .
لكم قالت لي بصوت عال ليس من أطعمته يحس بجوعك حين تجوع ويشبع .
لكم قالت لي : اتق من أحسنت إليه .
لقد قالت الكثير والكثير تلكم الشجرة التي كرهت وجودها لكنها ها هي تسقط ثمرا وتلبس الأرض حلة من الظل .
فهناك شجرة لم تعطها شيئا ، لكنها سوف تعطيك دون مقابل .