كمن يحاولُ
أن ينسى خسائرَهُ
ولا يزال عن النسيانِ مُبتعِدا
أراهُ يبحثُ
عن أُنسٍ يليقُ بهِ
لكنهُ
رغم طول البحثِ ما وَجَدا
مسافةُ الحزن
ظلّتْ فيه شاسعةً
وصبرُهُ قبل أن يجتازَها نَفَدا
إن السعادة
لا تدنو لمفتَقِدٍ
ولا تمدُّ إلى غرقى الحنين يدا
كل الذينَ
ببحر الحبِّ
قد غرقوا
لم يبرحوا الشطَّ
حتى أصبحـوا زَبَـدا
نفاهُمُ البحرُ
أجساداً محطّمةً
من بعدما
أزهقَ الأرواح وافتئدا
وهاهو
العاشقُ
المجروحُ منغمسٌ
بحزنهِ يبلع الأشجانَ والنَّكَدا
وجرحهُ نازفٌ
منذُ انكسارتهِ .. الأولى
ومازال قيدَ النَّزفِ ما ضَمَدا
كأنما الحبُّ
رمـحٌ مرَّ من دمهِ
وراحَ يخرقُ منهُ القلبَ والكَبِدا
لا سامح اللَّهُ
من ألقتهُ وانصَرَفتْ
في نـارِهـــا
مـا اكتوى بالحزنِ واتَّقَدا
وما توسدَ
جمر البين محترقاً
وعانق النَّار من تلقائها جَسَدا
لن تدرك الوصل
قالت غير آبهةٍ
ولن تعود إلى عش الهوى أبدا
قد يرجع الجمر
من بعد احتراقتهِ
عوداً ولا يبرحُ المشتاق مُفتَقِدا