في الفضاء المخادعِ
هذا الفراغ الرذيلْ
الذي يخطف الكائنات
تستمسكُ الأرضُ بي ..
يسقط الزيزفون على وجههِ
ويطير
تغادر نافذتي زقزقاتُ العصافير
هذا الفضاء المخادعُ
لاوزن يحكمهُ
ولاتفرض الجاذبية قانونها
في أرضه وسمائه
بل كل شيءٍ يطير
كل شيءٍ يميل
إلا أنا
تستمسك الأرض بي
وتنعتني بالثقيل !
أثقلتني البيادات
وهي تمارس طقس الشنار
على مارشات النشيد النبيل
وانبعاث الغبارْ
حينما عبرت فوق ظهري الكتائبُ
ذات انتصارْ
وضعتني أمام اختبارٍ كبيرْ
بين إيماءةٍ بالرضىٰ
وبين احتضارْ !
أثقلتني ..
وكنت أحاولُ
أن أتقمَّص دور المهاجر
حين رأيت الحمام يغادرْ
الكل طار .. إلا أنا
لم أعد استطيعْ
تستمسك الأرض بي
كخيارٍ وحيدٍ بديلْ
لأني العيارُ الثقيلْ .