هل تدري كيف يتدرب الشاعر على موته؟
يلتقط الضوء
يحفر قبره في البياض
ويملؤه بالقصائد
يحمل حدبة أحلامه
ويمضي في بساتين القمر
يروض المسافات والقوافي
ويزرع الحروف في كف القدر
* * *
(2)
لو كتبت لي رسالة أخيرة
كنت سأغفر الغياب
أخطاءك وخطاياك…
أنسج من قصائدي الزرق بحرا ، سماء
وقمرا يدلك على موعد مفاجئ
نمسك بالضوء
ونصعد سلالم الجسد
لو رفعت يدك قليلا
كنت سأصغي بإنتباه
أنسى كل شيء
وأقول ” أحبك ”
لن يمنعني الموت من الوصال
إنساني هذا الموت
إنساني هذا الحزن
قاسية هي النهايات
* * *
(3)
بعيدة هناك
ألم أنين الحروف
وذاكرة منسية بين الدموع
أفتش عن وردة في دمي
عن فكرة طائشة
عن خطى البحر
لأتبعك لآخر الجنون
أعلق الغيوم على كتف التل
أعطيها عناوين الفصول
جرحتني الريح كثيرا
وأنا وحدي
الكراسي كلام فارغ
الطاولة مثقلة بالأيام المقتولة
وقبرات الروح مقصوصة الجناح
كان عليك مراوغة الموت قليلا
مازال لدي الكثير لأقوله
إنساني هذا الموت
إنساني هذا الحزن
مؤلمة هي النهايات
سأغتال الحقيقة كاملة
قبل أن تدرك أني مت…