فلنفترق/ بقلم: ياسمين الصيرفي( الأردن)

أتذكر ؟

أتذكر قلبي المقفَّى بالأمل؟

وصدر بيته الذي كان يعتريه الخفر؟

وصوت عينيك المزركش بالكلل؟

يأخذنا في رحلةٍ…. أنا وأنتَ والقمر!

 

كنتُ طيرًا يتدرَّب على الرحيل

وبوصلة صوتكَ قِبلتي

أخدشُ السماء مرةً

فتنضجُ عدَّتي

 

أستطيع تمييز كل بقاع العتمة في السماء

فقلبي يا رجل، كقلب أي شاعرة

فالشاعرات تجعهنَّ الأحزان والخيبة

 

لكنَّ شمس وجهك كانت أذكى

لقد كانت ماهرة

 

تقوى على تخليدي عام كامل في سبات من الأمان

وإنْ أَنَّ أوان الطاعة ترفعني درجةً؛ وكأنني أُحتَضنُ في قضبان الجنان

 

ماذا عنك؟

أتهوى المكوث في أشطرِ شعرٍ متمردٍ؟

لا يعرف الزنزانات، لا يعرف القيود

فيهِ لذة

ولهب متجدد

 

هذا البركان الثائر الساهر السائر المحتمّ، لهيب وجدك قد عاش فيهِ ودلَّله

عاش في دمي هنيهةً هنيهةً

زاد زادي قوةً، تاللهِ ما قلَّله

عانق روحي ساعة مخاضها للخوف، هزَّ فوقها ثمرات من الأمان

حسامٌ يخبئ في غمده وجهي المحترق، الله ما أجمله!

 

الآن أجيئكَ أنت إلّاكَ لا أحدًا

أطلب أمان أحلامي من عينيك مدار أمدًا

خانتني أحلامي بضعَ عددًا

لكنَّ صباح وجهكَ فيه مددًا

 

أتدري؟ لقد كانت أمي تتمتم فوق شعري، خشية أن يكُ شيطان شعري جلّاسًا محتلًا في غير بلده

كانت تظنني مأواه من شدة السمر

 

وكان أبي يجلدُ الكتب والورق

يخالها أسود السحر

يخالها الأرق

ووحدك من صنع فيك الرب دم الإيمان

حتى جاءني إيمانك بطاقةِ جاردينيا وريحان

يعتذرُ من قلبي ويحبرُ على جيدي

من أصول الإبداع صنوان

ياسَمينُ الدمِ والروح

ياسَمينُ الدم والشعر

ياسَمين من أمان

إذًا فلنفترق …. أنا والخوف

فلتتمزق تلك الازدواجية

ولنلتقي لقاء عشاق مع أمانينا

ولنكتب بياسَمين الدم

قصائد عربيّة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!