لم أعد قادراً أن أسير
على ضفة الجرح..
لا لم أعد قادراً أن أسير
على جثة الحزن..
لا لم يعد لي بهذي المسافات
متكأٌ للسكون..
ولا مهرةٌ للجنون..
لم يعد لي سوى القبر
من موطنٍ يحتويني..
لم يعد لي سوى الموت
من عاشقٍ يشتهيني..
فيا وحشة القبر إن المزار قريبُ..
وإن التراب حبيبُ..
وإني مقيمٌ بجوف الثرى
ما أقام عسيبُ..
فأين المريدون قتلي
سئمت الحياة وأنتم لها حاكمون..
يا شياطين شيخ العمالات
أنتم لنا كارهون..
لأنا لكم ناصحون..
ولا سببٌ غير ذلك
إني سأمت التخفي بلا سببٍ
فاقتلوني بلا سببٍ
ودعوني أنام على تربة القبر
خير من الموت حياً بلا وطنٍ يحتويني
إن الزمان يهرول
نحو التفسخ والعهر والانحطاط
فلن نأمن الموت
حتى نموت
ولن نأمن القبر
حتى نصير بأحشائه
تربةً في انتظار المسير على ظهر
جسر الصراط الرهيب..
هنالك نسلى فتشقون..
نسعد من كثر إسعادنا في الجزاء
فتخزون..
نضحك حتى تميل الرقاب
فتبكون..