فضل عباس دياني
في صومعتي التي اعتدت الجلوس فيها بين كتبي وأوراقي وأقلامي،ومن سنين طوال خلت، ودون سابق معرفة أو إشعار.
وبينما اعتدت زيارة الشباب المثقف والمستنير بهواياتهم المتعددة لي. دخل الشاب المؤدب وبرفقته اثنان من الشباب.التي اعتدت على زيارتهم، ما عدا الشاعر والأديب بسام الحروري لم أكن أعرفه وقتها وإن كان قد سبقه صيت إبداعه إلي
تحدثنا في جوانب ثقافية متعددة، وكنت أشاهد في ملامح الشاعر الشاب بسام ملكات أدبية متعددة وجميلة، يتحدث بهدوء مملوءة ثقة وسكينة.
كنت حقا سعيدا بسماعي له
ثم فوجئت بطرحه لفكرة تأسيس منتدى أدبي وتطويره فيما بعد ليكون صرحا حداثيا أدبيا وفنيا ثقافيا شاملا ، تحت مسمى (الكوخ الثقافي الحداثي الفني).
كانت التمسية لها وقع جميل على مسامعي.. وانبهرت بجمال التسمية ورقي الفكرة. وقد تزامنت مرحلة التأسيس في فترة كانت فيها الثقافة في مرحلة ركود وخمول أكان ذلك من جانب الجهات الرسمية أو غيرها وهذا يحسب للكوخ في تفعيل وتحريك مياه الثقافة حينها لاسيما وأن الإطار الغير التقليدي والحديث لتقديم الواجهة الثقافية هو المغاير في الأمر
تحاورنا.. تناقشنا معا.. وكان ملما بكل جوانب الفكرة بحيث أراد الحروري المزج في فكرته من خلال تأويله لمغزى الفكرة بين التقليدية والحداثة فكلمة كوخ تقليدية لكنها تحوي بداخلها أفكار حداثية راقية من خلال حديثه عن تلك الأفكار وقد قدم وقتها شرحا منطقيا مختلفا تجاه فكرته ورؤيه ،وهي بالطبع من بنات أفكار الشاعر الحروري الذي يعد صاحب الإمتياز الأول والأوحد في التأسيس لفكرة الكوخ وكذلك التسمية ودلالاتها حين أرسى المداميك الأولى لهذا الصرح الوليد وأسسه، وبرهن الحروري على رقي فكرته وبعد أفقه الذي أسس لأجله هذا الصرح النابض بالإبداع والثقافة والفن معززا حضوره بالأفكار والرؤى والخطط المستقبلية التي وضعها الحروري كأسس لبناء كوخه كما ذكرت
ألى جانب حرصه وتخطيطه لوضع مخرجات فعليه لفعاليات هذا الصرح الابداعي المتفرد ثم حدد الحروري ملامح الشعار شعار الكوخ واختار بنفسه الألوان واشرف على ذلك وفق رؤيته التي طرحها مسبقا
وعن كيفية إخراج الفكرة للنور
كانت لحظات جميلة.. سعدت كثيرا وأنا أشاهد شاب بهذه الملكات الادبية والثقافية المتميزة، بادرت على الفور بمساعدتي له وزملائه بكل ما أوتيت من قوة.ووفق إمكانياتي المتاحة حينها.
اتفقنا على أن تستمر اللقاءات..
حينها كنت أعمل مديرا عاما لجهاز محو الأمية وتعليم الكبار بالمحافظة. ولدينا مبنى واسع.
وعرضت عليه وزملائه أنني على استعداد أن أمنحهم مكتب عندي ليمارسوا فيه أنشطة الكوخ الثقافي والفني حتى يستقيم الكوخ ويتوسع نشاطه،
ورحبت بزيارتهم لي للإدارة بأي وقت. وكان لهم ذلك
وتعددت الزيارات وتوسعت النقاشات..حتى اكتملت الفكرة من كل جوانبها..
ما دفعني للكتابة اليوم عن هذا الحدث الجميل الذي اصبح اليوم شعلة مضئية.نفتخر جميعا بها.. هو أنني كنت اطالع بعض اوراقي القديمة بهدف الترتيب، فاذا بإحدى هذه الأوراق تظهر أمامي حاملة الخطوات الأولى لفكرة تأسيس الكوخ الثقافي. وهي بخط هذا الأديب والشاعر الشاب المثقف الذي نفتخر به اليوم جميعا، فلا أدري هل أعيد له هذه القصاصات ام أبقيها معي لتبقى جزء من ذاكرة صومعتي.
.. .. له ولكم جميعا أخلص وأنبل التحايا.