( يقول لك الطبيبُ دواك عندي )
فلا تصغِ لما قال الطبيبُ
فبي سَقـْمٌ يعاودني سنيناً
أحاول كم أحاولُ لايطيب
إذا ماكنتُ ذا عجزٍ كليلاً
وكان السهمُ مني لايصيب
فكيف تجيئني ترجو دواءً
وأنت الحاذقُ الفطنُ الأريب ؟
عليلٌ يرتجي طباً عليلاً
كأصداءٍ بكهفٍ لايجيبُ
كمئذنة ٍ تلوحُ بلا نداءٍ
توارى صوتُها الجَللُ المَهيبُ
كنارٍ كلما اتسعت أ ُواراً
أتتها الريحُ فانطفأ اللهيبُ
أنا الجرحُ العميقُ ألا فدعني
يدافعني إلى الموتِ المشيبُ
غريباً جئتُ للدنيا ويوماً
سيدركُ هامتي الأجلُ القريبُ
فلا تبكوا عليَّ فليس يُجدي
إذا مامتُّ ذا الدمعُ الصبيبُ
وقولوا ماتَ فاندملت جروحٌ
وما من حاضرٍ إلا يغيبُ
براني السَقـْمُ وانتحبت ضلوعي
وناحتْ من شكايتيَ القلوبُ
دعوتُ الموتَ يأتي فيض عطفٍ
وها قد جاء في كرمٍ يجيبُ.