هَذا المَساءُ/ بقلم الشاعرة المصرية هالة نور الدين

هَذا المَساءُ خَفِيفٌ …،
يَصْعدُ ليصْطادَ نجْمتَين ،
تُحَرِّران تِلكَ الابْتسَامةِ الغَائِمةِ
علَى شَفَتيْك …
هَذا المَساءُ خَفِيفٌ …،
يُرْبكُ عَقَاربَ قَدَميْكَ ،
أمَامَ فَصاحَةِ عِطْرِي
المُتَبّلِ بالأسْرَار … ،
فتنْسَكبُ قهْوةُ عَينَيكَ ،
علَى قَمِيصِ نَبْضِي …
هذَا المَساءُ خَفِيفٌ …،
يُعَمّدُ شَهْوةَ الإفْصَاحِ ،
يَرْكضُ في المَسافةِ بَيْننَا ،
ويُذيبُ دَمِي المُلَغَّمَ بالاسْتفهَام …
هَذا المَساءُ خَفيفٌ …،
مَمْلوءٌ باللَّحْظَة ..،
يَشْفعُ كُلَّ أشْواطِ الخَيْبَة ….،
الحُجَّةَ البيْضَاء ،
تلَعْثمَ المَواعِيد ،
النَّظرَاتِ الهَشَّة
الوُعُودَ الشَّارِدة ،
الظِّلَّ الخَافِت ،
الحُزنَ المُمْتَن ،
جُوعَ المَسَاحَة ،
التَعَبَ اللَّحُوح ،
انْسلاخَ الرُّوح …
ُهَذا المَساءُ خَفِيفُ …
َيُشْعلُ الكَوْنَ
علَى أطْرافِ أصَابعِي ،
ويَمْضِي بكَ بَعِيدًا ..،
بكَاملِ الثِّقةِ في الانْطفـَاء …
لمَ لمْ تَحْتملْ كلَّ هَذا الضَّوْء ؟!
َفيعْرجُ إليَّ هَمسُكَ ( يا سَيدتي الشَّاعراتُ لا يَنْبهرْن )
هَذا المَسَاءُ خَفِيفٌ …
يُبَادرُ بآخِر أنْفاسِ النَّجْوى ،
فيغُوصُ الطَّرِيقُ ،
ويَنْجُو الأثَر …
هَذا المَساءُ خَفِيفٌ …
أخَفُّ مِن نِهايةٍ
لَمْ تَأتِ
أخَفُّ مِن الجُرْحِ المَالحِ
في
بِرْكَةِ
عَيْنِي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!