كل شيء توسمتُهُ هالكٌ في يدي
الـربيعُ الـسخيُ، زغـاريدُ تشـرينْ
الـورودُ الــروياتُ، صــبحُ نــدي
ابتسامةُ أمِّ على شرفةِ الأربعين تضمُ خيالَ ابنها الأوحدِ
أغنياتُ الحقولِ، النسيمُ المرصعُ بالحبِّ زَهوُ العنادلِ
شمسُ حزيرانَ تروي السنابلَ مِنْ نبعِها العسجدي
الصبايا الفتايا شذايا يفتشن في الغيبِ عن موعدِ
لم تعد يا غدي
إن أمسي الذي ملأ الأفقَ أنسا، وحبا، وشعرا يتوق له مشهدي
وأنا
مثل يومي أسيْ كل يومي أنا خائف من غدي
منذ أن ضل أمسي الرويُّ أنا مثل كل اليمانين أمضي ولا أهتدي
خائفُ من غدي
أمامي يكمم كفُّ الظلامِ الصباحَ ويرميه في ساحة المعبد
وخلفي عَجوزٌ ترقعُ ثوبَ المساءِ بأشلاءِ أطفالها السُّهَّدِ
أُبصرُ أوجاعَهم جوفَ رأسي، وأَشتمُ أنفاسهم في دمي
لا تكن يا غدي
يموتُ بصحراءِ قلبي غرامُ السنينَ، ويبقى
الحنينُ الشجيُ على وجهها سرمدي
فابتعد يا غدي .