مذْ انتهت القصةُ العظيمةُ
غدا كلّ مايليها من قصائدَ
مجرّد نعيٍ أنيقٍ!
مذْ مغادرتهِ
وقلبها….
ساعةٌ على حائطٍ باردٍ
ببطءٍ (يُتكتِكُ)
مذْ غيابهِ
على صفيحٍ ملتهبٍ (هي)
(تتقلَّب)
مذْ سدحتْ (مقامِرَةً)
-على طاولة الأحلام-
( قلبها)
ببسالةٍ ..
اعتنقتْ رهانَ:
“الغشيمُ يغامرُ بالنصف”
مذْ أشعلتْ أصابعها
(شموعاً)
عشراً تلوَّ عشرٍ
والليالي مُدنفة
تفتقدُ إعتامها
مذْ قالَ بسعادةٍ:
كم -يا ابنة روحي-
نتشابه!
وهي تردِّد بحنقٍ:
“لايشبه أبويه إلاّ القنفذ”
مذْ غضبهِ
وهي على ركحِ ثباتها
تتزلزل!
مذْ خَرسِها
والحقيقة
لغمٌ في حَلْق
مذْ ما كان
وهي على مفارق الوجع
زوبعةٌ في فنجان!
وتتذكر….
فمنذُ نظرتهِ
كم لقَّنتْ بحرَها
أبجديَّة الغرق
ومنذ سطوتِه
كم راقبتْ جراحها
كيف بحياءٍ
تتبلسم
ومنذُ صوتهِ
كم همستْ واشيةً للغابةِ
عن أسرارِ الاخضرار
ومنذُ ضحكتهِ
كم جادلتْ الفصول
لإثباتِ شرعيَّة
خامسهم
و منذُ لمستْه
كم من الاعترافاتِ
صدقتْ
عن دفء أطرافها المفاجىء!
ومنذُ فنجانهمُ الأخير
أضحى البخّْتُ منكفئاً
على وجهه
تتواردُ عليه العرافات
فمنذ أُغرِمَ ببحّة صوتها
وهي تماهي النايات
بأسرار عذوبة القصب
مذ طوّعتْ الحبر بقدرتها
(أيضاً)
والطمأنينة كأنها
قطٌّ في عين فأرٍ
مذ غلبَتْه وأوهمتْه بالغَلَبة
وهي في مضمار أيامها
فرسٌ بحافرٍ أعرج
مذْ غادرها
هي بخيرٍ دونه
رغم شُحِّ الأدلةِ!
منذُ الآن
جهنَّمهُ مثواها
(و نعمَ المصير)
بلظى أقوالها
تتحرَّق و تترَمَّد.