تلعب المرأة دوراً مهماً في المجتمع وتتمتع بسكولوجيا تختلف عن سيكولوجية الرجل لما تقوم به من أعمال استحالة أن يعملها الرجل، والمرأة الأديبة تعبر عن ذاتها من خلال وفائها وهذا ما لمسناه في مي زيادة وعلاقتها المخلصة مع جبران خليل جبران، فبينما عاشت مي قصة الحب بالروح كان جبران عاشقاً للجسد وقد تجلى ذلك مع النساء اللواتي عاشرهن في أمريكا، ولعل عاطفة الحنان والاخلاص والوفاء لدى الأديبات أقوى وهن الأمهات والمربيات والحبيبات لأزواجهن العاشقات لبيوتهن، المخلصات لأوطانهن، المحافظات على مجتمعهن، القابضات على عفاف حروفهن.
النساء هن هرم المجتمع ومنهن الأديبات والمفكرات اللواتي وضعن ابناهن في مدارس الحياة على النهج القويم والمجتمع الصالح وأنشأن جيلاً من الطلبة من خلال تربيتهن الأولى وكتاباتهن في مجالات عدة على الصعيد الأدبي والتربوي والتعليمي، ونجد الآن أن نسبة الإناث المتعلمات تفوق نسبة الذكور بسبب طريقة تفكيرهن الصحيحة والجادة في شق طريق المستقبل لتذليل جميع السبل التي قد تطاردهن في قادم الايام.
وعلى سبيل التدوين فالنساء أكثر جلداً على الصبر وقلوبهن تستطيع احتمال الأعمال الدقيقة فتراها تكتب كل شاردة وواردة وتدونها، وفي مجال التربية فالنساء هن المربيات والموجهات والأكثر عرضة لتحمل تبعات المجتمع منها عن الرجل فتراهن الواقعيات في تجاربهن الأدبية وعميقات التفكير في الكتب التربوية وصانعات التدبير وبث الرسائل التوجيهية للمجتمع بأسره وعليه يكون انعكاس المجتمع من صورة أدب المرأة في مرآة الحياة الواقعية.
وعن نفسي أنا نسرين الطويل سوف أقول:
منذ طفولتي وأنا يعتريني شعور مفرط تجاه الآخرين من خلال ملامسة أحاسيسهم وسبر لوجدانهم وما يحملون من أحاسيس ومشاعر ، أيضاً ومن خلال خبرتي العلمية و العملية و مقابلة العديد من المنفصلين و المطلقين على اختلاف جنسياتهم و دياناتهم وعاداتهم واطلاعي على العديد من الكتب، وجدت نفسي أمام مسؤولية كبيرة وأمانة أكبر في نقل رسالة مهمة وصادقة لكل رجل و امرأة في أن أكون صوتا عادلا صادقا لصوت الحقيقة و أن أدون مشاعر و مراحل الطلاق ولكن بطريقة سردية أدبية لتجنب الجفاف العلمي …وفي كتابي ( ادم و حواء الحبيبان المختلفان) تقمصت شخصية الرجل و المرأة في ثلاثين حالة مختلفة في بيئتها و ظروفها شملت قصصاً واقعية حقيقية عشت معها بكل مراحلها من خلال علمي و عملي. وهذا ما يدفعني نحو الاستمرار في دعم المرأة والعائلة نحو الوئام لتكون النواة البناءة في المجتمع لما يحقق الاستقرار المجتمعي الذي سيكون الدافع الحقيقي في بناء الأبناء ليكون الطريق المعبد في تأسيس أسرهم القادمة لتستمر الحياة وهي مفعمة بالأمل والتفاؤل بالرغم من الظروف الموضوعية التي نكافح بجهودنا لتحجيم الآثار السلبية في المجتمع وتوسيع التعاملات الإيجابية.