هذي(زبيد)وتلكُمُ(الجراحي)
تتقاسمانِ مواجعي وجراحي
وأنا المُمَزقُ فيهما وإليهـــما
أُهدي تراتيل الهوى ونواحي
وفتحتُ صُندوقَ الحنين كعادتي
ودعوت( وضاحاً )إلى الافصاح
من أي أبواب المدينة نلتقي؟
وجميعها صـــارت بلا مفتاحِكل البلابل غادرت أعشاشهــا
ومضت تُغَرِدُ خــارج الأدواحِ
إنسان هذي الدار يشـبه أرضه
لا فرق بين الأرض والفــــلاحِ
قومٌ أرق من النسيم قلوبهم
وبهم تقاس بســاطة الأرواحِ
تلك(الأشاعر)في شهادة(أحمد)
( طه )وليس بشاعـــر مداحِ
حتماً سيهلك ذات يوم دونهم
كفا(مسيلمة) وسوط(سجاحِ)
لكنَّ روح الدار كيف تبدلت ؟
وغدت(زبيد) مدينة الأشـباحِ
حتى المآذن كمموا أفواههـــا
إلا (براقش) كم علت بنباحِ
لهفي على أهل الزمان وجهلهم
يستبدلون الليل بالإصـــباحِ
كانت تهامة واحــــةٌ أدبيةٌ
ومعاقل الأفــذاذ و الأقحاحِ
كانت تهامة.. ســورة عــربية
عَسُرت على القراء والشــراحِ
لبست ملوك الضاد (تاج عروسها)
وزهت بأروع حلة ووشـاحِ
ومضت و(قاموس المحيط)دليلها
والأمـر لا يحتاج للإيضـــاح
لكنـــــها والله مالك أمـــرها
من كف (طفاح) إلى سفــاحِ
سرقوا نفائسهــا بكل وقاحــة
وكذاك دآبُ(السارق المزاحِ)
واويح قلــبي كلما نادمتـهــا
جادت كروم الشعر بالأقداح
فمزجت كأس عذابها بصبابتي
وسكرت بالأحزان لا بـالراح
وبكيت حتى قيلَ جُنَّ جنونهُ
وضحكت حتى قيلَ ليس بصاحِ
