الوقت خائف
يرتدي ثوب المدينة المظلمة
لا صوت تملكه
لا حنين يوقد أبوابها السبعة
صنعاء امرأة باكية
والقصائد تحاصرها من كل مكان
حزينة وجريحة
والهاوية تتدحرج خارج الدهشة..
يا أبي أين أنت
باب الوقت ينتظرك كل صباح
كي تدخل منه إلى حلمك
ما زال يتعرف على الكثير
من وجوه النساء والعابرين
ما زال يدفئ وحدتنا كل شتاء
يدفئ عناق العاشقين والموتى..
يا أبي الجنائز تمر من هنا
تحمل معها دموعنا وأشواقنا
ذكريات أيامنا
أرجلنا تحت وطأة التراب والبارود
وقسوة احتلال الجراد لمدننا..
يا أبي السماء لوحة من رماد
نرسم أطفالاً قتلى على وجهها
وقلوب من ورق..
ما زال الموت وسادة دافئة
تحمينا من الصقيع
والمخيمات الباردة
ولعنات البشر الدامية بالقسوة
يا أبي أرقد بسلام
فالمقبرة أجمل من بيوتنا
وأصدقاؤك الموتى الطيبين
لا يقتلون القصيدة
ولا يغتصبون المدينة
ولا يأكلون أجسادنا.